تزايدت المؤشرات في اتجاه شن إسرائيل عملية عسكرية برية في غزة قبل اجتماع مجلس الأمن بعد غدٍ لمناقشة العدوان على القطاع، وإن كانت التقديرات تذهب إلى أنها ستكون محدودة المدى والمدة. وركزت الطائرات الإسرائيلية أمس على تقطيع أوصال غزة وضرب الجسور بين شمالها وجنوبها، تمهيداً للهجوم، فيما أعطى البيت الأبيض ما يشبه ضوءاً أخضر لهذه العملية.
ويُتوقع أن تقدم قوات الاحتلال في حال قررت دخول القطاع براً على التوغل في عمق أراضيه مسافة تتراوح بين 500 متر وكيلومتر واحد، وربما ضعف هذه المسافة في بعض المناطق قليلة الكثافة السكانية. ومن المرجح أن تحتل أجزاء واسعة من شمال القطاع الذي يضم بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، ومخيم جباليا الأكبر في القطاع. لكن يُستبعد أن تعود لاحتلال الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر كي لا تضع قواتها في مرمى النيران الفلسطينية.
وتكتمت إسرائيل على المداولات السرية التي أجراها رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك على مدى اليومين الماضيين مع رؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة للبحث في تنفيذ عملية برية تطالب بها القيادة العسكرية ويخشاها صناع القرار لانعكاساتها المحتملة على مستقبلهم السياسي قبل ستة أسابيع من الانتخابات العامة.
وكان اجتماع أول من أمس الأطول والأكثر إحاطة بالسرية ودام سبع ساعات. ومالت توقعات المعلقين العسكريين إلى أن عملية برية باتت وشيكة، لكنها ستكون محدودة في نطاقها وفي الوقت الذي تستغرقه بداعي أن إسرائيل قد تتعرض لضغوط دولية جدية لوقف عدوانها، ابتداء من الاثنين المقبل، مع انتهاء عطلة الأعياد في الولايات المتحدة وأوروبا وانعقاد مجلس الأمن لمناقشة العدوان.
تساهل أميركي
وأعطت واشنطن أمس ما يشبه ضوءاً أخضر لهذه العملية، معتبرة أن قرار شنها «يعود بالدرجة الأولى إلى إسرائيل» التي شددت على «حقها في الدفاع عن نفسها». واستبعدت إرسال أي من مسؤوليها إلى المنطقة لتسريع وقف النار الذي دعت إليه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عقب مشاوراتها مع الرئيس جورج بوش أمس.
وتلافى الناطق باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو الإجابة على سؤال عن موقف واشنطن من قرار الاجتياح، معتبراً أن «أي خطوة يتخذها الإسرائيليون، سواء من الجو أو البر أو من أي مكان، هي جزء من العملية نفسها وتقع ضمن إطارها العسكري الأكبر». ودعا إسرائيل إلى «تجنب الخسائر بين المدنيين في أي هجوم جوي أو بري». وقلل من الجهود الرامية إلى التوصل لوقف للنار، خصوصاً «أننا لم نر حماس توقف صواريخها بعد».