الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة خاص بالمواضيع المنوعة التي ليس لها قسم مخصص

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-09, 01:16 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صفاء

 

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 1161
المشاركات: 1,404 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 361
نقاط التقييم: 10
صفاء is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة
افتراضي الموت خلق جديد


الموت خلق جديد
أد يحيى هاشم حسن فرغل

يموت الآلاف من البشر على مستوى العالم في كل ثانية أو دقيقة
ويموت أكثر من مائتي ألف وخمسين ألفا في منذ أقل من أربعين يوما في بلاء تسونامي
ويموت مئات الآلاف في أيام معدودة في حروب صليبية عنصرية استعمارية شنها الغرب وذيوله وما يزالون على الإسلام والمسلمين في التاريخ القديم على مستوى العالم ، ثم في التاريخ الحديث في تركيا والعراق والشام ومصر وتونس والجزائر والمغرب والقرم وسيبيريا ، ثم في البوسنة والهرسك وكوسوفا والشيشان وكشمير وفلسطين وأفغانستان والعراق إلخ
واستشهد الإمام حسن البنا
واستشهد سيد قطب وعبد القادر عودة ومحمد فرغلي
واستشهد جنود مصر مئات وآلافا في صحراء سينا
واستشهد أحمد ياسين ،واستشهد الرنتيسي
ومات ياسر عرفات ومات رفيق الحريري
ويهتز البشر لبعض أنواع الموتى أو ظروف موتهم في زلزال كوني أو زلزال بشري
ويموت آخرون أو يستشهدون دون أن نسمع عنهم شيئا أو نلقي بالا إليهم
ويتأمل المتأملون في معنى الكارثة أو معنى الموت بين كونه ابتلاء للصبر ، أو ابتلاء للتكفير عن السيئات أو ابتلاء لادخار الحسنات ، أو ابتلاء للتذكير بقوانين الله في الطبيعة أو قوانينه في التاريخ ، أو ابتلاء للتذكير بجبروت الخالق ، مقارنا بألاعيب المخلوق .. ولكل نصيبه النوعي من هذا الابتلاء حسب موقعه أو مقامه عند الله
وفي جميع الأحوال كان علينا أن ندرك الوجه الآخر من ظاهرة الموت : إنه خلق جديد
نعم الموت خلق جديد ، وليس كما " يشعر " الشاعر الفلسطيني إذ يقول فيما جاء بلسانه: فيما سمعناه من قناة الجزيرة بلقطة إعلانية
عن برنامج فلسطين تحت المجهر ظهر الجمعة 18\2\2005
( الموت لا يعني لنا شيئا : نكون فلا يكون
الموت لا يعني لنا شيئا : يكون فلا نكون )
ويحسب الشاعر أنه قد جمع الحكمة كلها فيما بين هذه الحروف
الشاعر ينطلق من فلسفة وجودية تحصر الوجود في " الأنا "
ولذا فالشاعر يضلل قارئه أو سامعه عندما يتحدث بصيغة الجمع وكان عليه أن يقول ( .. لا يعني " لي " ..) لكي تبرز فلسفته الوجودية المنكرة لحقيقة الآخــَر والموت والآخرة معا
وهو يضلل قارئه أو سامعه في الشطر الأول : الذي يقول فيه ( نكون فلا يكون ) : ذلك أنه بالرغم من أننا نكون فإن الموت لا يختفي حسب زعمه ، وإنما يكون أمام أعيننا عندما نلاحظ الموتى الذين يتساقطون من حولنا في كل يوم وساعة ودقيقة وثانية ، في محيط الأسرة والشارع والمدينة والفراش والمشافي والمقاتل والسجون ، والأرض والبر والبحر والفضاء والعالم
وهو يضلل قارئه أو سامعه عندما يقول ( يكون فلا نكون .. ) لأنه عندما يكون " فينا " نكون نحن أيضا في خلق جديد أخبر به الصادق الأمين عن مراحل ما بعد الموت : في البرزخ والبعث والجزاء
الموت خلق جديد
" الذي خَلـَق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " الملك 2
وهو خلق أرقى " لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد " ق 22
هو مرحلة من مراحل انتقال الإنسان من طور إلى طور ، ومن حياة إلى حياة ، وهو كذلك باعتباره جزءا من النظام الشامل الذي وضعه الله لمخلوقاته ، وسيرا بالإنسان نحو مقام الوقوف بين يدي الله ، والخلود في ملكوته : في مقام الرضا وهو الجنة ، أو في مقام السخط وهو النار .
وإذا كان الشاعر يرتعد أمام الموت جراء ما قدمت يداه فيسلك سلوك الطفل الذي ينكر موت أمه او أبيه وكل مالا يحب فتلك بالرغم من كونها نزعة طفولية بريئة لكنها غير مقبولة من إنسان راشد مسئول عما يفعل أو يقول ، مسئول عن أثر ما يفعل أو يقول ولو كان شاعرا مندرجا
ساعة يقول ما يقول - في قوله تعالى " والشعراء يتبعهم الغاوون " 26 الشعراء

عندئذ تصبح النزعة الطفولية البريئة في الطفل ظلاما في بصر الشاعر وعمى في بصيرته
إنه لمن المكابرة الحمقاء أن يشيح بعض الناس ممن استووا فوق طور الطفولة ؛ يشيحون بوجوههم عن ذكر الموت
.
إن الموت هو أشد حقائق المستقبل وضوحا في حياة الإنسان ، وكما يقول برتراند رسل فيما اذكر : إن كل إنسان يتحرك وهو يحمل في طياته حكما بالإعدام ، خبئ عنه موضع التاريخ فيه .
وليس هناك مغالطة أخطر من مغالطة الإنسان وهو يؤجل أو يهرب من التفكير الواعي في : كيف يمكنه أن يواجه هذه اللحظة : لحظة الموت ؟! فضلا عما بعدها
و يوازي هذه الحقيقة وضوحا حقيقة أخرى هي : أن العبادة الصحيحة هي التدريب الوحيد الصحيح لهذا اللقاء المحتوم : لقاء الموت .
ومن هنا كان فضل الإسلام على الإنسان في لحظة الموت كما في لحظة الحياة
إنه تدريب منظم ، يتغلغل إلى أعماق الروح ، ويعدها للحظة الموعودة .
ذاك تدريب أشبه بالتدريب الرياضي الجسدي الذي يستغرق من الإنسان شهورا وسنوات .. لكي يبرز أثره فيما بعد في موقف قد لا يستغرق أكثر من دقائق أو ثوان ..
هنا يحدث ما يسمى بلغة العصر " برمجة " برمجة الجهاز العصبي ، بحيث يقوم بالدور المطلوب منه تلقائيا وبالسرعة التي يتطلبها الموقف.
فمن فرط في هذا التدريب ثم تورط في الموقف فشل تماما في مواجهته
وكذلك حال الإنسان بالنسبة للموت .
وهذا مثال تقريبي لمواجهة الموت مع الفارق الهائل بين الموقفين .

وإذا كان هذا الحال مصحوبا بشدة فإن الإنسان عندئذ
لو درى الشاعر- يكون محتاجا بالضرورة لأن يستعد لها استعدادا طويلا .

وهذا الاستعداد الطويل والبرمجة الروحية المطلوبة إنما يتم
لو درى الشاعر- بدوام العبادة الشاملة ، والذكر العميق لله سبحانه وتعالى .

ومن هنا كانت العبادة فضلا مردودا على العابد ، وإعدادا له للتوفيق في مواجهة الموت وما بعده .

وإنه ليتعرض الإنسان أثناء حضور الموت لأمور أربعة شداد يرجو الله فيها التخفيف كل من أراد مواجهة الحقيقة ، وكل من أبطل غواية الشاعر المسكين :
1- حالة النزع وهذه للجميع ، وفيهم أولياء الله وأحباؤه
ففي مسند الإمام أحمد بسنده، عن عائشة قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قَدَحٌ فيه ماء ، فيدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ، ثم يقول: «اللهمّ أعِنّي على سَكَراتِ الموتِ».

وجاء في صحيح البخاري بسنده عن عمرَ بن سعيدٍ قال: أخبرَني ابنُ أبي مُليكةَ أن أبا عمرو ذَكوانَ مولى عائشةَ أخبرَهُ «أن عائشةَ كانت تقول: إن من نِعم الله عليّ أن رسولَ صلى الله عليه وسلم تُوفّي في بيتي وفي يومي وبينَ سَحْري ونحري ، وأن اللّهَ جمعَ بينَ رِيقي وريقهِ عند مَوته. دخلَ عليّ عبد الرحمن وبيده السّواك ، وأنا مسنِدةٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته يَنظُرُ إليه، وعرفتُ أنه يحبّ السواكَ ، فقلت: آخذهُ لك ؟ فأشار برأسِهِ أنْ : نعم ، فَتناولتهُ فاشتدّ عليه ، وقلتُ أُليّنهُ لك ؟ فأشار برأسهِ أنْ نعم ، فليَّنته، وبينَ يَدَيه رَكوة ـ أو علبة يشكّ عمرُ ـ فيها ماءٌ ، فجعلَ يُدخِل يديهِ في الماء فيمسحَ بهما وجههَ يقول: لا إله إلا الله ، إن للموت سكراتٍ. ثم نصبَ يدَه فجعلَ يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قَبِضَ ومالت يده ».

2- مشاهدة ملك الموت وهذه حال يفترق فيها حال المؤمن من حال الكافر والعاصي :
يقول تعالى عن حال المؤمن : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) 30 فصلت
ويقول تعالى عن الكفار والعصاة : ( فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ، ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم ، والله عليم بالظالمين ) 95 البقرة .
( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ) 50 الأنفال
( فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ، ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله ، وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ) 27-28 محمد

3- مشاهدة موضعه من الجنة أو موضعه من النار
ففي مسند الإمام أحمد بسنده عن نافع ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يُعرض على ابن آدم مقعدهُ من الجنة والنار غُدْوَةً وعشِيّةً في قبره».
وفيه بسنده عن المقدام بن معدي كرب الكندي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للشهيد عند الله عزّ وجلّ : أن يغفر له في أوّل دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ، ويحلى حلة الإيمان ، ويزوّج من الحوار العين ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه ».

وفي سنن النسائي الكبرى بسنده عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُعْرَضُ عَلَى أَحَدِكُمْ إذَا مَاتَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ ، فَإنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النّارِ قِيلَ : هَذَا مَقْعَدُكَ حَتّى يَبْعَثَكَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».

وفي صحيح البخاري بسنده عن أبي هريرةَ قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا يدخلُ أحدٌ الجنةَ إِلا أُريِ مَقعَدَهُ من النار لو أساءَ، ليزدادَ شكراً، ولا يدخلُ النارَ أحد إلاّ أُرِيَ مَقعَدهُ من الجنةِ لو أَحسنَ، ليكونَ عليه حسرة».

إن المؤمن إذا حضرته الوفاة عرضت عليه الجنة ، فإذا نظر إليها عرف أنه كان في السجن ففي صحيح مسلم بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (
الدّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنّةُ الْكَافِرِ ).
فما بالك بإنسان هو في مواجهة الموت لكنه يشعر شعور الانعتاق من السجن ؟

والكافر إذا حضرته الوفاة عرضت عليه النار ، فإذا نظر إليها عرف أنه كان في الجنة
" الدنيا جنة الكافر"، فما بالك بإنسان هو في مواجهة الموت يشعر شعور المقتلع من جنة ليحرم منها إلى النارأبدا ؟


4 - إنه في موقف التحسب للقاء الله وما أشده جلالا
يقول تعالى ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) 6 الانشقاق .
وكما يقول العلماء فالناس في ذكر الموت بين أربعة
:
منهمك في الدنيا :
لا يذكر الموت ، وإن ذكره فيذكره لينكره
كما فعل الشاعر- أو يذكره كما يفعل أكابر العصاة للتأسف على دنياه ، ويشتغل بمذمته ، وهذا يزيده ذكرُ الموت بعدا عن الله .

وتائب مبتدئ
: يكثر من ذكر الموت ويخشاه ، ليتمكن من تمام الاستعداد للقاء مولاه ، وهو كمن يتأخر عن لقاء الحبيب مشتغلا بالاستعداد له على خير وجه يلقاه ، وهذا لا ينطبق عليه أنه يكره لقاء الله .

وعارف واصل
: فإنه يذكر الموت ويستبطئه لأنه موعد لقاء حبيبه ، وقد ورد عن أبي الدرداء قوله ( أحب الموت اشتياقا إلى ربي )

ومفوِّض :
صار لا يختار لنفسه موتا ولا حياة ، بل يكون أحب الأشياء إليه أحبها إلى مولاه .

وهنا فإن العبادات جميعا وفي قمتها الحج هي خير ما علمنا الله تعالى استعدادا للقائه
إنها تعدنا : لأخطر اللحظات ، ، وأخطر المواجهات ، وأخطر المعاناة.
ومن بعدها دخول الجنة
في صحيح البخاري بسنده عن أبي هريرة أن رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «كلّ أمتي يَدخلونَ الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسولَ اللّه ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخلَ الجنة، ومن عصاني فقد أبى ».
ومن بعدها رضا الله
في صحيح البخاري بسنده عن أبي سعيدٍ الخُدرِيّ رضي اللّه عنه قال: «قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: إن اللّهَ يقولُ لأهل الجنةِ: يا أهلَ الجنةِ، فيقولون: لبيْك ربنا وسعدَيك، والخير في يَدَيْك، فيقول: هل رضيتُم؟ فيقولون: وما لنا لا نَرضَى يا رب وقد أعطيتَنا ما لم تُعطِ أحداً من خلقِك فيقول ألا أُعطيكُم أفضَلَ من ذلك؟ فيقولون: يا ربّ وأيّ شيء أفضلُ من ذلك؟ فيقول: أُحِلّ عليكم رِضواني فلا أسخَطُ عليكم بعدَهُ أبداً ».
فيا للرضا رضا لله
ومن بعدها لقاء الله
وفي صحيح البخاري بسنده عن عبادةَ بن الصامت عنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحبّ لِقاءَ الله أحبّ الله لقاءَه، ومن كَرِهَ لقاءَ الله كرِهَ الله لِقاءَه. قالت عائشة ـ أو بعضُ أَزواجهِ ـ : "إنا لنَكرَهُ الموتَ " قال: " ليس ذلك ، ولكنّ المؤمنَ إذا حضرَهُ الموتُ بُشّرَ برضوانِ الله وكرامَته، فليس شيءٌ أحبّ إليه مما أمامه، فأحبّ لقاءَ الله وأحبّ اللهُ لقاءَه.
وإنّ الكافرَ إذا حُضرَ بُشرَ بعذابِ الله وعُقوبتهِ ، فليس شيءٌ أكرَهَ إليه مما أمامَهُ ، فكَرِهَ لقاءَ الله وكرهَ اللهُ لقاءه ».
ديمومة ليس لها بعد
لا كما كذب الشاعر وإنه لكذوب حال كونه شاعرا – وأعذب الشعر أكذبه - وكان المستمعون غاوين ، وهنا تظهر مصداقيته مع قوله تعالى ( والشعراء يتبعهم الغاوون ، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ، وأنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) الشعراء 224- 227

ومن جهتنا نحن الممدود لنا في الأجل سويعات بعد رحيل الأحبة لقد كان علينا أن ندرك الحكمة النبوية في قصر العزاء على تشييع جنازتهم من أجل قطع الطريق علينا كيلا يتاجر بعضنا في دمائهم : سواء كانوا زعماء لنجعل من صَـلبهم لصوصا أو نجعل منهم أولياء ، أو أولياء نجعل منهم أنبياء ، أو أنبياء نجعل منهم آلهة !

وفي الوقت الذي لا يكون المشيعون فيه قد نفضوا أيديهم بعد من تراب القبر ..
وفي الوقت الذي يكون فيه بعضهم في شغل بتدبيج الرثاء ، وبعضهم بتدبير العزاء ، وبعضهم بنثر الدموع وبعضهم بنظم الورود وإشعال الشموع وبعضهم بتكريس الذكرى وبعضهم بقنص المواريث ، وبعضهم بتوزيع الوعود وبعضهم بتصويب الوعيد
في هذا الوقت يكون صاحب الشأن قد أعطاهم ظهره وغادرهم إلى بعيد لا يعنيه شيء مما هم فيه ، وصار في شأن عظيم : مؤتـنسا بمن وقفوا في استقباله من ملائكة الرحمة أو منزعجا ممن قبضوا على مصيره من زبانية الجحيم ، وقد أحاطوا به سالكين به إلى قدره المحتوم ..

ونحن في حفل العزاء الصاخب أشبه بمن " يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت " " يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير "
وإنا لله وإنا إليه راجعون والله أعلم















عرض البوم صور صفاء   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL