ان اجمل ما في الطرق والشوارع هو رصيف يمنحك فرصة المشي على جنبتيه ويجعل من المشي شيئاً معتاداً لك و يجعلك تندفع اليه بنفس راغبة في ان يكون المشي على ذلك الرصيف احد اهم النشاطات اليومية لديك و تكسب جسمك المنهك من الجلوس طاقة تجدد حياته.
وفي كل مدينة من بلدان العالم المتحضر اليوم تشاهد عناية خاصة بالارصفة التي للمشاة و تكون الاولوية القصوى لهم وتوضع الاشارات وتزال كل عوائق الطريق امام سيرهم.
وهاهي الرياض العاصمة اليوم وقد بدأت بمشاريع جميلة لرصف بعض الشوارع المهمة ووضع بعض الممرات في الحدائق العامة وهي مشاريع طموحة كي تغير من عادات الناس في العاصمة وتجعل من سكان الرياض يتخلون عن كسلهم في المشيء على اقدامهم بدلا من ركوب السيارات.
ولكن مشاريع الارصفة في الرياض العاصمة هي قليلة اذا ما تم مقارنتها بحجم المدينة المترامية الاطراف ولذلك قد لاتفي بالمطلوب الذي يشبع نهم المارة و رغبتهم في المشي.
ان ما نريد في هذه المدينة ان تكون الارصفة سمة كل شارع وممر وليست فقط هنا وهناك يذهب اليها بل هي تستقبلهم حال خروجهم من بيوتهم.
في مجتمعاتنا المسلمة حيث نخرج الى الصلاة خمس مرات مشيا على الاقدام- وقد حث على المشي لكي تكتب الخطا- فالنفس تحتاج الى تلك الخطا، ان الناس اليوم يمشون وسط الطريق دون رصيف فهل نستعير ارصفة المشاة على بعض الطرق لنزرعها في احيائنا؟!.
واننا نحتاج الى ان تنفض الشوارع في الاحياء كما تنفض السجادة التي علق بها الشوائب لتعود تلك الاحياء الى بدون تلك النتؤات والزوائد ولتعود الى نضارتها الاولى وارصفتها الجميلة و ان تزال كل تلك النتؤات البارزة لمداخل السيارات وغيرها وان يكون هدف الحي هو المشاة لا السيارة.
ثم ان الزمن الذي تستغرقه تلك الاعمال يجب ان يكون سريعا جدا اذ هي حياة الناس و سلامتهم و متعتهم، اذ من المفارقات العجيبة هي ان رصيف المشاة لمدينة الملك فهد الطبية استغرق بناء الرصيف للمشاة حوالي السنة بينما استغرق سفتلة الطريق للسيارات يوما واحدا لكل مسار ا!!.