«الكتاب من عنوانه» .. مقولة تناقلها الناس خاصة من لهم اهتمام بالقراءة، أو الكتابة، وهي عبارة لم تقتصر على الكتب فقط، ولكنها تجاوزت ذلك حتى إلى الأشخاص أو الأشياء التي قد تكون جيدة، وقد تكون خادعة. بمعنى أنها قد تعبر عن الارتياح أو الاستياء وهي عبارة في كثير الأحيان لا تدل على محتواها خاصة فيما يتعلق بالكتب. فكم من كتاب خدع قراءه ببريق عنوانه وفخامة مسماه ولكنه تنطبق عليه مقولة «من برّا الله الله ، ومن داخل يعلم الله» !! .
ما يجعلني أطرح هذا الموضوع – كقضية – هو ما يلجأ إليه بعض الكتاب وبعض المؤلفين من التفنن أو التأنق في اختيار عناوين كتبهم أو مؤلفاتهم لعدة عوامل يأتي من بينها محاولة الحصول على مردود مادي أكبر عن طريق جذب أعين «الزبائن» .. وأقول الزبائن ولا أقول القراء لأن كثيراً من «المشترين» ربما لا يعنيهم الكتاب من حيث قيمته الأدبية أو العلمية، وإنما يكون دافعهم للشراء رغبات خاصة أو ميول معينة. ومثل هذا المشتري عندما تصدمه حقيقة مستوى الكتاب الذي بين يديه ربما لا يتجاوز – في قراءته – الصفحة الأولى.
ومثل هذا النوع من المشترين يحدث مع «القراء الذين يقتنون الكتاب من أجل قيمته العلمية أو الأدبية أو الفكرية فإنهم تصدمهم مفاجأة ضحالة أو تفاهة المستوى الذي جذبهم عنوانه البراق، وعندئذ يشبه حالهم حال أصحاب الرغبات الخاصة، ويصبح مصير الكتاب الإهمال وعدم الالتفات إليه.
مثل هذه الحالات ينعكس أثرها السلبي على الكاتب أو المؤلف نفسه حتى لو أنضجته التجربة وأجاد في المرات القادمة وعندئذ لا يكون نصيبه مما يكتب سوى زمنه الذي أضاعه من عمره في الكتابة أو التأليف وانصراف الآخرين عما يكتب.
هذه ناحية .. أما الناحية الأخرى فهي لجوء البعض إلى التعمية وكتابة مالا يفهم سواء في العنوان أو المحتوى تحت زعم التجديد والتحديث في غموض ربما لا يستطيع فك «تعميته» حتى صاحبه نفسه، ومع كل هذا يبقى هناك رأي هو الحقيقة عينها «وللناس فيما يعشقون مذاهب».
خداع العناوين
العرض العادي
