عندما تعامل منسوبو المرور بحزم مع نظام تطبيق ربط الحزام، مرت بنا فترة زمنية – غير قليلة – وكل سائقي السيارات من المواطنين وغيرهم يلتزمون التزاما تاما بشد الحزام أثناء قيادتهم لمركباتهم مهما كان طول الطريق التي يسيرون عليها، سواء كان في تلك الطريق عسكري مرور أم لم يكن فيها، إلا أن الذي يحدث الآن أن هذه الظاهرة «الالتزامية» بالنظام المروري تكاد تتلاشى، وأصبح معظم سائقي السيارات لا يكلفون أنفسهم بربط الحزام، إلا في حالة واحدة هي عندما يكون على بعد عدة أمتار منهم، عسكري مرور أو أكثر عندئذ قد يربط السائق حزامه، وقد يتظاهر بوضعه – وضعا شكليا – دون إحكام مزلاجه المعدني، وقد يلتفت السائق إلى الراكب الذي بجواره قائلا له: أربط الحزام أمامنا نقطة مرور.
هذه ظاهرة .. أما الظاهرة الأخرى، فهي ما يحدث من كثير من السائقين أمام إشارات المرور «الأوتوماتيكية» عندما يتجاوزون خط الوقوف – في حالة الإضاءة الحمراء – إلى الطريق المفتوح أمام غيرهم، الأمر الذي قد تترتب عليه بعض الحوادث، بالإضافة إلى أن السائق المتجاوز يصبح لا يرى الإشارة الخضراء التي خلفه عندما تضيء، وعندئذ تنطلق أبواق السيارات الخلفية بطريقة مزعجة وغير حضارية.
الأسئلة التي تحاول أن تعتلي سن قلمي هي: هل نحن أمة تعشق المخالفات؟ ولماذا عندما يسافر الكثير منا إلى بلدان غير بلادنا تجدنا نحترم أنظمة تلك البلدان؟
وهل نحن بحاجة إلى أن تقوم إدارات المرور في بلادنا بإيقاف عسكري عند كل إشارة مرور ضمانا للحفاظ على النظام من عبث العابثين واستهتار المستهترين؟
أسئلة حادة أرفقها بمجموعة من الأمنيات التي تأتي في مقدمتها التمتع بشيء من الوعي والولاء للدولة وللوطن الذي ننتمي إليه، ومراعاة للسلوك الحضاري الذي تنعكس – من خلاله – صور حياتنا في عيون الآخرين.