يا تركي الحمد اخسأ فلن تعدو قدرك !

يا تركي الحمد اخسأ فلن تعدو قدرك

الشيخ/ د. وليد الرشودي
( لـُجينيات )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن تطاول الأقزام على الكبار يدل على اختلال كبير في العقل وإذا لم يؤخذ على يد المتطاول فإن ذلك أيضًا يعد اختلالاً كبيراً في المنهجية التي تعيشها الأمة .

تركي الحمد رمز من رموز الدنو والاضمحلال إذا ذكر اسمه ذكر ما كتبه بيده من الكفر والاستهزاء بالله جل جلاله ، وإذا ذكر اسمه ذكر الخنا والباطل الذي عايشه ووصف به نفسه ، وإذا ذكر اسمه ذكر الضلال والعمى والتيه عن المنهج الرباني الرشيد ، وإذا ذكر اسمه ذكرت العمالة والوقوف مع العدو ضد البلاد والعباد.

ولا عجب أن يوجد مثل تركي في العالم ولكن العجب أن مثل تركي يفلت من يد الشريعة التي وجب على العباد أن يتحاكموا إليها .

كيف لا يتجرأ تركي الحمد على الكبار وهو الغمر التافه ومن قبل تجرأ على الله جل وعلا بمقولة يربأ قلم الموحد أن يرقمها أو يعيد كتابتها ونقلها بلفظ لم يجرؤ فرعون اللعين أن يقول مثله , فلا تعجب بعد ذلك أن يتجرأ الخسيس الدنيء على كل أحد , بعد جرأته على الله جل وعلا , وقديمًا قيل من أمن العقوبة أساء الأدب.

لقد تجاوز هذا الغمر حده في حديثه إلى صحافة يروق له دومًا الحديث إليها , كشرالسافل عن نابه المعوج , وظن أن المناصب تقلد لمن ينال رضاه من أهل العلم والفضل , فانبرى تافهًا يتحدث عن جبل أشم كالطود تحدث بكل صفاقة عن العالم الجليل الشيخ صالح اللحيدان وهرف بما لا يعرف ، وخرجت عبقرية الغبي عن أن أسباب الإرهاب لن تنقطع ومسيرة الإصلاح لن تستمر لو بقي الشيخ صالح في منصبه !! , ومن هذا الذي يتحدث عن منصب القضاء الشرعي ليميز لنا الخبيث من الطيب إنه عدو الشريعة ومحارب العقيدة وراعي المنهج الضلال تركي الحمد.

بالله يا معشر الشرفاء من القراء قولوا لي بربكم متى نصر تركي الحمد الإسلام في قضية ؟ ، ومتى وقف معه في محنة ؟ , ومتى نافح عنه في ملمة ؟ ، ومتى ثارت غيرته على الشريعة الربانية ؟ ، الجواب : ولا مرة .

بل ناصر اليهود يوم ضربت غزة , وفرح به اليهود وبكتابته وصدق الله (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ).
.

يا تركي الحمد لقد أبغضتك القلوب المؤمنة , ولهجت الألسن الشريفة بالدعاء عليك , وإن كنت لا تأبه بالدعاء , إلا أن سهامه مصيبتك بحول الله يومًا ما .

يا تركي الحمد إن ضاقت بك البلاد السعودية الموحدة فاخرج منها إلى بلاد الكفر والزندقة التي تروق لك لقد خدعوك حينما وصفت بالمعارضة ، أو أنك من أهل المنهج التنويري , وأنت الظلامي التائه ، وأي معارضة يراهن عليها أعداء بلادي وانت وأمثالك وراءها .

شمائلكم الخيانه والوقوف مع العدو في كل مراحله ، لقد أضاق صدرك ، وكتم نفسك ماتراه من الصيانه والحفظ بالجملة , لأهل هذه البلاد بفضل الله ثم بفضل المنهج السلفي الذي يعيشون فيه ، إنك تريد مجتمعًا يعبد هواه ويسافد الأخ اخته , وينزع المرء عقله بيده , لتعاطيه الخمرة والحشيشة ، وهذا بإذن الله لن يكون مادام القرآن والسنة فينا , وبيننا علماء ربانيون ينافحون عنها .

لقد أبغضَت هذه البلاد التطرف من كلا طرفيه , الغلو والجفا واختارت طريق ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) , فتزين بما شئت من القول لأرباب نعمتك , من الذين كفروا , فإن من تشبه بقوم فهو منهم , والمرء يحشر مع من أحب .

أما الشيخ الجليل , فأقول له وأنا أصغر من ذلك : سر ياشيخنا على بركة الله , فإنا نعلم أن ماكنت فيه من منصب , إنما هو تكليف لا تشريف , وقد قمت بواجبك من قبل , وأما اليوم فالأمة بأمس الحاجة لك ولعلمك , فالقضاة يريدون تسديدك وتوجيهك , وطلاب العلم يريدون النهل من معين علمك , والعامة يريدون جوابك الشافي لسؤالهم ، وقبل هؤلاء كلهم ولي الأمر وأنا على ثقة من ذلك , لن يستغني عن مشورتك وخبرتك ودرايتك , فأنت اليوم في شغل متنوع أكثر من ذي قبل , وقد شغلك القضاء عن كثير من الواجب , فاليوم قد من الله على الأمة بتفرغك لأوجه الخير الأخرى , فسر على بركة الله , فالله حافظك وناصرك , وهو المسؤول المرجو الإجابة , أن يحفظ للأمة علمائها , وأن يسددهم , ويبارك علمهم وجهدهم , وأن يكبت عدوهم , ويزهق الباطل على أيديهم , إنه سميع قريب والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد على آله وصحبه أجمعين.