
)(
)()(
فوضى عابرة تسحق وميض الفكرة في مدارات العقل
و
للكتابــة طقوس تُحسم مسبقا بما يتوافق مع الذوق العام
فطبيعة مجتمعنا وإرث تقاليدنا تُلزم الكاتبـ / ــه
بالكتابــة في مسار موحد واتجاه محدد يراعي استساغة الآخرين
لمضمون وفحوى ما ينشر على الملأ
فإذا كان المضمون ذا طابع ديني يفترض أن يكون الكاتب متفقا
مع آراء " السياسة الدينيــة " حتى لا يتهم بالكفر
وإذا كان المضمون ذا طابع سياسي فعليه أن يُحابي " السلطة " حتى
لا تغيب شمســه خلف قضبان السجون بتهمــة الإرهاب
بعيدا عن الدين والسياســـة
عندما نكتب عن خلجات قلوبنا وهتافات مشاعرنا ونبض أحاسيسنا
عن ذلك الداء المسمــى بـ ( الحب ) ليس الحب الذي يترعرع مع طفولتنا
كـ حب المحيطين بنا والوطن وحتى ألعابنا أو وجبات الأكل
ولكن عن ذلك ( الحب ) الذي يغزو قلوبنا ويستوطن مشاعرنا
لطرفنا الآخــر / لماذا نجد البوح به أمر صــ ع ــب ؟
فلا نعبر عنه بأريحيــة مطلقــه فيكون التعامل معه بحذر
خوفا ممن هم حولنا وتكون النتيجــة وأد الحب في مهده
كذلك ..( الزوج ) / ( الزوجــة ) .. وتلك العقد التي تربط لسان
كليهما بالتعبير عن حبه للأخر
هل لأن لياقتهما القلبيــة لا ترتقي للتعبير عنه أو الكتابة عنــه
فصار ( الحب ) طائرا محبوسا في القلوب لا يجد الحريــة
بسبب تركيباتنا النفسية وتراكمات أرث عاداتنا وتقاليدنا البالية
والنتيجــة أن ( للمجتمع سلطــة ) علينا فُرضت قصرا وقهرا داخل ذاتنا
هناك من العجب ما لا يتسع له المقام
ماذا لو كتبت ( زوجــه ) قصاصة ورق
مضمونها
فـــاح الـ ع ــطر من كلامك
ذوبني بــ غ ــرامك
صرت أشم الحكي بشفاهك
أجي بلهفتي
طفلة ِ على صدرك تستريح
مثل غيمة ِ تسوقها الريح
بل ريقي من غيم المطر بله
احتضني
ليلي شتاء بارد
بجمر روحك ادفني
خلني أنام بسكون
..
.
يا ترى هل بــ ع ــد قرأت ( الزوج ) لقصاصة ورقتها يبادلها الحب بــ حب
فيسكب لها من زجاجــة الحب قطرات من عشقه وغرامه
أو
يتصل بذويها يطلب أخذها من داره بدعوى إنها مارقــة
تخون سلطــة المجتمع بتعبيرها عن حبها له
أعتقد
أن الــ ع ــنوســة / كثرة حالات الطلاق
من أسبابها كبت المشاعر حتى بين الأزواج