من هو الشحاذ ؟

قرأت بالأمس مقالة طريفة للزميل الكاتب تركي الدخيل في صحيفة الوطن أورد في نهايتها قصة شاب سعودي يتسول عند إشارات المرور ويرفض أن يعمل سائقا, ولفت انتباهي رد على المقالة من أحد القراء الذين يتلقون تعليمهم في الخارج على موقع الجريدة يؤكد فيه أن الناس في أوروبا يعملون سائقين وعمال نظافة وطباخين وقد فات على القارئ الكريم أن يتحدث عن الحقوق التي يتمتع بها عمال النظافة والسائقون والطباخون في أوروبا قبل أن يستشهد بهم ولعله لا يعرف أن رواتبهم في بعض الأحيان تفوق رواتب الموظفين العاديين ولو حاولت جهة عملهم أن تستغلهم بشكل غير قانوني أو تطلب منهم العمل أكثر من الساعات المتفق عليها فـ (يا ويلها ويا سواد ليلها ) .
صحيح أن العمل الشريف مهما كان هو أكرم وأنبل من التسول ولكنني لا أميل إلى جلد الشباب السعودي بهذه الحجة الضعيفة فمن غير المنطقي أن يلتحق الشاب بكلية لإعداد المعلمين كي يتخرج سائقا أو يدرس في معهد للعلوم الصحية ويتخرج طباخا, نحن هنا نذكر نصف الحقيقة ونتجاهل النصف الآخر ثم نتوجه باللوم للشاب العاطل لأنه الطرف الضعيف ونطلب منه أن يعمل في هذه المهنة ( غير المتوفرة في أحيان كثيرة ) و لا نضمن له حقوقه المهنية والإنسانية ونتركه وحيدا في مواجهة ثقافة اجتماعية قاسية تحتقر هذه المهن وتنبذ العاملين فيها .
كما أننا دائما ننظر إلى الشحاذ وفقا لمقاييس الإدارة العامة لمكافحة التسول ونستحضر دائما صورته النمطية حين يتجول في الشوارع مرددا عبارته الشهيرة : (لله يا محسنين) , نحن لا نعتبر الشاعر الذي يسخر موهبته للتسول شحاذا بل نتعامل معه باعتباره نجما لامعا , ولا نعتبر الموظف الذي يتملق رؤساءه فيصله راتبه وهو نائم في بيته شحاذا بل نعتبره شخصا ذكيا, ولا نجد أن الصحفي الذي يزور الحقائق ويسطر المدائح شحاذا بل نعتبره إعلاميا مؤثرا ونافذا .
لو تم تعريف الشحاذة بأنها تلقي الأموال من الآخرين مقابل ذكرهم بالخير والدعاء لهم لاكتظت مراكز مكافحة التسول بعشرات الأشخاص الذين يرتدون ملابس أنيقة ويقودون أفخم السيارات , ولكن ثقافتنا الاجتماعية تحصر مهنة الشحاذة في صورة واحدة وتتجاهل بقية الصور البراقة بعكس الثقافات الأخرى التي تسمي الأشياء بأسمائها حيث تصنف الشحاذين حسب أحجامهم فهذا شحاذ صغير وذاك شحاذ متوسط الحجم والثالث شحاذ كبير (XL). أما الحقيقة المرة التي يحاول الجميع تجاهلها هي أن مجتمعنا حين كان يعاني الجوع والفقر في عصور ما قبل النفط كان يحتقر أصحاب المهن اليدوية ويضعهم في مرتبة اجتماعية متدنية فكيف تتوقعون منه أن يتقبل أصحاب هذه المهن في عصور الرخاء ؟ ! .
بقلم خلف الحربي

لو تم تعريف الشحاذة بأنها تلقي الأموال من الآخرين مقابل ذكرهم بالخير والدعاء لهم لاكتظت مراكز مكافحة التسول بعشرات الأشخاص الذين يرتدون ملابس أنيقة ويقودون أفخم السيارات

أما الحقيقة المرة التي يحاول الجميع تجاهلها هي أن مجتمعنا حين كان يعاني الجوع والفقر في عصور ما قبل النفط كان يحتقر أصحاب المهن اليدوية ويضعهم في مرتبة اجتماعية متدنية فكيف تتوقعون منه أن يتقبل أصحاب هذه المهن في عصور الرخاء ؟ ! .

بالفعل كلام واقعي وهذا هو الحاصل
يعطيك العافية استاذي الفاضل

أن مجتمعنا حين كان يعاني الجوع والفقر في عصور ما قبل النفط كان يحتقر أصحاب المهن اليدوية ويضعهم في مرتبة اجتماعية متدنية فكيف تتوقعون منه أن يتقبل أصحاب هذه المهن في عصور الرخاء ؟ ! .

ومن قال لك أيُها الكاتب المهذب أن مجتمعاتنا كانت كذالك؟
يبدولي بأنك تنظر ألى الأمور بمعايير فكريه بحته تتغذى من أدلوجيات فلان وفلان أما الحقيقة فهي مغايرة تماماً لما ذكرت،فمجتمعاتنا كانت لاتحتقر المهن اليدوية والا لم تقم على سواعدها ألى الآن،
ولاكن كانت المهن ملك لأصحابها وهم الذين يقومون بتدابير شؤنها اما اليوم فالوضع أختلف وأصبحت الكثير من المهن العملية ملك لفلان وفلان من الدخلاء على مجتمعنا وثقافتنا عامة واقصدُ هُنا الموسسات الخاصة وما شابهها بما انك تطرقت لموضوع السائق والحارس،


اما موضوع أن بعض الشباب يفضل الشحادة بدلاً من العمل،
فهذا موضوع شخصي به الكثير من التنازلات ولا اعتقد بأن هناك من المجتمع الذي تتكلم عنه
من يرضى بهذا ولا أُزكـي النزلاء على هذا أبدا،

تحياتي لك اخوي

الآتــي