عين الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء الجنرال المتقاعد بسلاح الجو سكوت جريشن مبعوثا خاصا إلى السودان ووقع اختياره بذلك على مستشار مقرب منه ذي خبرة في المنطقة ليقود الجهود الأميركية بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.
وقال اوباما في بيان يعلن فيه تعيين جريشن -السودان يمثل اولوية بالنسبة لهذه الادارة وخصوصا في وقت تمس حاجته فيه الى السلام والعدل... والازمة الانسانية هناك تجعل مهمتنا أكثر الحاحا.-
وقال سفير السودان لدى الامم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم الأربعاء ان الخرطوم تريد -حوارا بناء- مع المبعوث الخاص الجديد للولايات المتحدة.
وقال عبد الحليم لرويترز في مقابلة -السودان يريد حوارا بناء وتعاملات عادية مع الولايات المتحدة.-
وقال -نحن مستعدون للحوار والتعاون. نأمل ان ترد الولايات المتحدة بالمثل.-
وكان جريشن وهو طيار مقاتل نال اوسمة قد نشأ في افريقيا ويتحدث اللغة السواحلية بطلاقة. وهو مستشار مقرب لاوباما وسافر معه كثيرا خلال حملة انتخابات الرئاسة العام الماضي.
وقد تعارفا حين زار اوباما افريقيا في عام 2006 عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ. وخلال تلك الرحلة زارا لاجئي دارفور في تشاد.
وقال اوباما في بيان -لقد عملت عن كثب وبشكل مباشر مع الجنرال جريشن لعدة سنوات وسافرت معه الى مخيمات للاجئين في تشاد تكتظ بمن نزحوا جراء الابادة الجماعية في دارفور... وهو صديق شخصي قيم ويسعدني أنه قبل هذه المهمة.-
ويأتي التعيين في وقت تزداد فيه حدة الأزمة في السودان.
وطرد السودان 13 منظمة إغاثة أجنبية بعد ان أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال الرئيس عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور حيث يعتمد 4.7 مليون شخص على المساعدات الأجنبية في الحصول على الغذاء والمأوى والحماية من القتال بين المتمردين والقوات التي تدعمها الحكومة.
وقال اوباما -قرار حكومة السودان بطرد منظمات الاغاثة الانسانية وهو قرار له وقع الكارثة يترك فراغا سيملأه الحرمان واليأس وستتحمل تلك الحكومة المسؤولية عن أي أرواح تفقد نتيجة لذلك.-
وأضاف -لقد افصحت عن نيتي العمل مع المجتمع الدولي لانهاء المعاناة. هذا يعني دعم النشر الكامل وغير المقيد لقوة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة المشتركة لحفظ السلام والتفاوض على حل سياسي يعطي شعب دارفور صوتا مؤثرا.-
ورحب ناشطو دارفور بتعيين جريشن.
وقال جيري فلاور رئيس (تحالف انقذوا دارفور) لوكالة رويترز -هو اختيار جيد فيما يبدو. المهم هو خبرته وجديته وعلاقته الوثيقة بالرئيس اوباما. اعتقد ان كل هذه الامور ستساهم كثيرا في فاعليته.-
واضاف -سننظر لنرى ما اذا كان لديه التفويض والسلطة لانفاذ السياسة الأميركية بشأن السودان.-