رئيس السودان لاتختاره امريكا

دعا الرئيس السوداني عمر البشير امس الاربعاء متمردي دارفور الى القاء السلاح خلال ثاني زيارة يقوم بها الى الاقليم منذ اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه قبل اسبوعين. واعتبر البشير ان التمرد اندلع "من اجل التنمية والتنمية بدات الان وهي مستمرة".اكد البشير ان رئيس السودان لا تختاره أمريكا أو بريطانيا" وانهما لا يستطعان تغيير الحكم في السودان مؤكد بان هذا هو قرار أهل السودان دعا القيادات الأهلية وزعماء القبائل في دارفور الى تنظيم مؤتمر شعبي للسلام في الإقليم ، مؤكدا التزام الحكومة السودانية بما يخرج به المؤتمر .وقال البشير إنه لا المحكمة الجنائية ولا مجلس الأمن بمقدورهم النيل منه، كما اتهم الغرب بمحاولة فصل دارفور عن السودان وخلق فوضى في البلاد.وابان كافة مقررات ملتقي أهل السودان قد تحولت إلى قرارات سيما فيما يلي زيادة عدد ولايات دارفور وتعزيز دور الإدارة الأهلية ورتق النسيج الاجتماعي وقال سنرد على اتهامات الجنائية بمزيد من مشروعات التنمية والخدمات في دارفور ومن قبل ذلك بالاتفاق على صوت واحد يعبر عن الرغبة في السلام."وكان رجال من الميليشيا المحلية، يمتطي بعضهم احصنة، رحبوا بحرارة بالرئيس السوداني عمر البشير لدى وصوله صباحا الى سبدو بولاية جنوب دارفور في ثاني زيارة يقوم بها الى الاقليم منذ اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه قبل اسبوعين بعد ان وجهت اليه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. ووصل البشير على متن مروحية الى بلدة سبدو الواقعة على بعد 45 كيلومتر جنوب مدينة الضعين. ودعا البشير الذي ارتدى سترة صيفية خضراء في خطاب القاه في ساحة مكشوفة وسط انتشار كبير لقوات الجيش، الى توحيد سكان دارفور وطلب من المتمردين القاء سلاحهم. وقال بالعامية السودانية "اللي دخل بين اهل دارفور هو الشيطان" مضيفا "نحن عايزين نعيد الوحدة تاني لاهل دارفور وندعو كل ابنائنا واخواننا اللي شايلين السلاح.. نقول لهم ما له لزوم شيل السلاح" معتبرا ان حمل السلاح كان من اجل "التنمية والتنمية الان بدات وشغالة". وتعهد البشير بتقسيم اقليم دارفور الى اكثر من ثلاث ولايات من اجل "تقوية الادارة الاهلية وتعزيز دورها في حفظ الامن وتوفير الخدمات". واكد البشير ان زيادة الخدمات وتحسين الاحوال المعيشية لاهل دارفور هو "ردنا" على المحكمة الجنائية الدولية مشددا على انه "ليست الولايات المتحدة ولا بريطانيا هي التي تختار رئيس السودان وانما الشعب السوداني هو الذي يختار رئيسه". وقوطع البشير اكثر من مرة بهتافات التاييد وردد انصاره شعارات مثل "بالروح بالدم نفديك يا بشير" و"لا اله الا الله .. سير سير يا بشير". وحشد البشير الالاف من رجال قبيلتي الزريقات والمعاليا العربيتان وتأتي كلمة البشير المفعمة بالانفعالات وسط مؤشرات على مواجهة متصاعدة بين السودان والغرب في أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية باصدار أمر اعتقال بحقه بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وأدى حشد كبير من افراد القبيلتين معظمهم يمتطون الخيل والجمال ويلوحون بالرماح قسما جماعيا بالولاء للرئيس في تجمع حاشد بمنطقة وادي سبدو النائية في ولاية جنوب دارفور. وقال احد افراد الميليشيا ويدعي حسن الحسن برس "اننا جميعا من الرزيقات (قبيلة عربية في دارفور) وكلنا ننتمي الى قوات الدفاع الشعبي". واضاف "اننا نساند الحكومة وسوف نذبح اوكامبو" في اشارة الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الذي طلب في يوليو الماضي اصدار مذكرة التوقيف بحق البشير متهما اياه بارتكاب جريمة "ابادة جماعية" في دارفور. وبالقرب منه وضعت لافتة بيضاء على حمار وكتب عليها "اوكامبو". كما حرقت في ما بعد دمية مجسمة تشبه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرة التوقيف بحق البشير في الرابع من مارس الجاري. وقالت السلطات السودانية انها لن تتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية واتخذت عدة خطوات تصعيدية من بينها طرد 13 منظمة انسانية دولية كانت تعمل في دارفور ما ادى الى ازدياد حدة الانتقادات الغربية للخرطوم. وتقول الامم المتحدة ان طرد منظمات الاغاثة سيؤدى الى حرمان 1،1 مليون شخص من الغذاء و5،1 مليون من سكان الاقليم من اي خدمات صحية كما ان اكثر من مليون لن يتمكنوا من الحصول على مياه للشرب. وقال البشير ان الجمعيات السودانية ستحل محل المنظمات الانسانية الدولية في دارفور وحذر الاثنين من انه بعد عام من الان لن تتواجد اي منظمات اغاثة اجنبية على الاراضي السودانية.