بسم الله الرحمن الرحيم
عندما أُوصدت كل الأبواب في وجهي
..
وشعرت بقلة عددي..
وصغر حجمي..
وتكالب عليَّ الألم ..
وزاد همي..
وتحجر كل شئ أمامي..
وتحلقت تحلقاً عميقاً..حول نفسي..
وسبرت أغوار وجداني..
فإذا بالجرح يمزق أحشائي..
وطوقـتـني تساؤلاتي..
من ينصفني..؟
ومن يجيرني..؟
من يشعر بي..؟
ومن يحن عليّ..؟
ويشفق بي..؟
أين هم ..؟ أين هم..؟
عندما تشعر بأنك تسيرعلى جسر من نارٍ..
قد مُـدَّ في قلبك..
وأشعل نيران فؤادك..
وزلزل كيان لُبِّك..
من يسارع بجلب حفنة من الماء ليصبها برفق على
أرض ذلك الجسر..؟
ليبرد القلب..
ويسكت أنين الفؤاد..
وتتعالى من جديد الضحكات..
من ..؟ من..؟
عندما تشعر أن من حولك يستنكر..
وانتقشت على جبهتهم هذه العلامة.!!!
والدهشة رسمت نفسها في محياهم..
من يثبت وجودك..؟
ومن ينطق عنك..؟
ومن يجهر بصوت قوي ليدافع عنك..؟
من..؟ من..؟
عندما تشعر أن الكل تخل عنك..
وعقلك قد شُلَّ عن التفكير..
ونظراتك لاتعبرإلا عن أسى وحزن..
ولا يؤنس وحشتك ..
سوى تلك الدمعات وهذه العبرات الساخنات..
حينها...
من يلم شملك..؟
ويكثر من عددك..؟
ويطلق عنان تفكيرك..؟
ويعيد بسمة عينك..؟
ولحظات فَرجِك..؟
من..؟ من..؟
حينها....
......تيأس..تحزن... تصمت... تحترق.. بل يصبح القلب رماداً
والذي يحيرني ويشد من انتباهي..
ويجدد حيويتي..
ويعيد نبضات قلبي..
ويصلح كسر نفسي..
ويفرح أحشائي..
عندما أتذكر أنه لولا الإيمان لما ثبتُّ..
ولولا العقيدة لما صبرتُ..
ولولا الرب لتوقفت وما مشيتُ..
عندما أؤمن بكل هذا..
أعود من جديد..
لأتنفس الصعداء..
وأفتح نافذة شرفتي..
وأطلُّ على العالم كله..
لأعيد البسمة لهم..
لعودتها على شفتي..
فيعود التفاؤل من جديد..
وتنبض الحياة بجمال الورد المتفتح..
الذي هو من غراس ذلك القلب.. الصامد.. المؤمن..الصابر..
ويعتقد من جديد إعتقاد المؤمن المحتسب..
فتهون عليه كل تلك الأبواب الموصدة..
لثـقته بأن الباب الرئيسي مفتوح..
مفتوح مادامت السماء والأرض..
فهو باب تتنزل منه في كل اللحظات..
زخات من الرحمات..
وبَرَد من النعمات..
على كل من أُغلق دونه باب البشر..
وتعرض لذلك الباب..
فتأمل..
تأمل ..
ودمتم بود
هذا ما وصلني فأعجبني