[align=center]لم يخطر ببالي في يوم من الايام ان تتحول ملائكة الرحمة والشفقة والحنان
الى بائعات لمرض لعنته السموات قبل الارض , والذي تشمئز منه النفوس
وتقشعر لمجرد ذكره الابدان .
لم يخطر ببال احد ان تتولى مجموعة من الممرضات البلغاريات بأنفسهن
حقن 460 طفلا ورضيعا بفيروس الايدز القاتل في بنغازي مدينتي الامنة
اطفال لم تتفتح بعد براعمهم ليتحول هؤلاء الاطفال الى اشباح , ويتحول
معهم أولياء امورهم بل والمجتمع الانساني بأسره الى الذهول من وطأة
الصدمة التي لم نجد لها مبررا واحدا .
ان التهمة ثابته بالادلة والبراهين على هؤلاء الممرضات الخمسة والطبيب
الفلسطيني , وقد قال القضاء الليبي كلمته في هؤلاء المجرمون بأن اصدر
حكمه العادل بتطبيق عقوبة الاعدام عليهم .
اما الشيء المستغرب والذي جعلني اشعر بغصة الم هو مايحدث داخل
قاعة المحكمة التي كانت تعج بالحقوقيين والاعلاميين ومن يدعون حقوق
الانسان , الذين تحولو بكل اسف الى اصوات نشاز تعزف سيمفونيات
الرحمة لهؤلاء الممرضات بل والادهى إطلاق سراحهن الذي للاسف لايبرؤهم
من جرم المشاركة في هذا العمل الاجرامي الشنيع .
اليس اطفالنا كأطفالهم , لو ان هذه الجريمة حدثت في احد الدول الغربية
الن يأخذو نفس موقفنا , ام ان اطفالنا ليس لهم ثمن كأطفالهم , ماهذه
العنجهية التي يعاملنا بها الغرب ,
ترقرت الدموع في عيني وبصعوبة استطعت منعها من الانحدار وانا اتجول
بين اطفال في عمر الزهور فقدو معنى الفرح والابتسام , وآباء لم يعد لهم
لاحول ولا قوة إلا انتظار تنفيذ الحكم العادل وأمهات ثكلى تبكي ألم المرض
والغدر , مرض اقتحم أجساد اطفالهن وجرى في دمائهم البريئة الطاهرة
ففقدوا معه الطمأنينة ولذة العيش , وغدر أناس تواروا تحت أغطية ملائكة
الرحمة وبداخلهم ابليس وحاشيته . لايمكن لعقل بشري ان يستوعب الحدث
ولا الضمير الانساني ان يتقبل هذا الواقع .
ادعو الله تعالى ان يرحم اطفالنا ويصبر اولياء امورهم .[/align]