بداية أحمد الله رب العالمين الذي لا يحمد على مكروه سواه، لقد تلقيت ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة الشيخ سليمان بن هايس أبوطقيقة رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، خبر مؤلم نزل علي نزول الصاعقة ، وخطب عظيم هز كياني ووجداني ، ظللت من هوله متسمرا في مكاني طويلا لاأستطيع حراكاغير مصدق بما حصل ، فلم أتخيل يوما من الأيام أن أفتقد ذلك الرجل العظيم ، وتتحول تلك الليالي الجميلة التي كنا نقضيها سويا بصحبته على شاطئ البحر إلى ذكريات من الماضي تدون في صفحات التاريخ ،عرفته رجلا شهما كريما ، له ابتسامة عذبة لا تكاد تفارق محياه االجميل ، ووجها بشوشا مشرقا يشعرك بالراحة بمجرد النظر له ، وقلبا كبيرا واسعا يتسع لجميع الخلق ، لايحمل حسدا أو غلا أو ضغينة على أحد،أفنى جل عمره في خدمة وطنه الذي أحبه حتى النخاع بكل إخلاص وتفان ، رحل من الدار الفانية إلى الدار االباقية ، رحل جسده الطاهر وخلف وراءه ذكرا طيبا، وسيرة عطرة فاح أريجها حتى غطى قمم الجبال الشاهقة ، والأودية الفسيحة، والسهول الواسعة، رحل مخلفا محبته في قلب كل من عرفه،أسأل الله العلي العظيم أن يغفر له زلته ، وأن يسكنه فسيح جنته،ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، ولايسعني في هذا المقام إلا أن أرفع خالص عزائي إلى جميع أبنائه ، وعموم أبناءقبيلة الحويطات الكرام.