فتوى الشيخ ابن باز في البهائية
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي السعودية
سابقًا ـ رحمه الله ـ عن الذين اعتنقوا مذهب «بهاء الله» الذي ادعى النبوة
وادعى أيضًا حلول الله فيه، وهل يسوغ للمسلمين دفن هؤلاء الكفار في مقابر
المسلمين؟!!
فأجاب ـ رحمه الله ـ: إذا كانت عقيدة البهائية كما ذكرتم فلا شك في
كفرهم، وأنه لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين؛ لأن من ادعى النبوة بعد نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم فهو كاذب وكافر بالنص وإجماع المسلمين، لأن ذلك تكذيب لقوله تعالى: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين [الأحزاب: 40] ولما تواترت به الأحاديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء والمرسلين، وهكذا من ادعى أن الله سبحانه حال فيه أو في أحد من الخلق فهو كافر بإجماع المسلمين، مكذب للآيات والأحاديث الدالة على أن الله سبحانه فوق العرش، قد علا وارتفع فوق جميع خلقه وهو سبحانه العلي الكبير الذي لا مثيل له، ولا شبيه له، وقد تعرّف إلى عباده بقوله: إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش [الأعراف:54]، وهذا الذي أوضحه النص في حق الباري سبحانه، هو عقيدة أهل السنة والجماعة التي درج عليها الرسل عليها الصلاة
والسلام، ودرج عليهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، ودرج عليها خلفاؤه الراشدون، وصحابته
المرضيون والتابعون لهم بإحسان إلى يومنا هذا.
واعلم ـ يا أخي ـ أنني لم أقرأ
شيئًا من كتب البهائية إلى حين التاريخ، ولكن قد علمت بالاستفاضة أنها طائفة
ضالة كافرة خارجة عن دائرة الإسلام، وعلى مقتضي ما ذكر في السؤال حصل الجواب،
والله أسأل أن يوفقنا إلى الحق، وأن يهدينا سواء السبيل، إنه سبحانه وتعالى
السميع المجيب، والسلام على من اتبع الهدى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين.