إن كثيراً ممن ابتلاهم الله تعالى بالمرض لجهلهم بفوائد المرض يتسخطون ويشكون ولا يصبرون على ذلك المرض؛ بل إن بعض المرضى الذين ابتلوا بأمراض مستعصية كالسرطان؛بلغ بهم اليأس مبلغاً عظيماً فتجد الواحد منهم قد ضعف صبره وكثر جزعه وعظم تسخطه وانفرد به الشيطان يوسوس له ويذكره بالمعاصي الماضية حتى يقنطه من روح الله،
فعلى المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد فإن مع العسر يسراً، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، يقول أنس: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على شاب وهو في الموت،
فقال:كيف تجدك؟ قال: أرجو رحمة الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال: (لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمَّنه مما يخاف)أخرجه الترمذي.
وليعلم المؤمن أن المرض هو نعمة من الله سبحانه وتعالى وله فوائد عظيمة ومنها:
انظر ..وتدبر.. فوائد مرضك
1 . استخراج عبودية الضراّء وهي الصبر
إذا كان المرء مؤمناً حقاً.. فإن كل أمره خير.. كما قال عليه الصلاة والسلام :
"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير.. وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ..إن أصابته
سراّء شكر فكان خيراً له ..وإن أصابته ضراّء صبر فكان خيراً له " [1]
2 . تكفير الذنوب والسيئات
- مرضك أيها المريض سبب في تكفير خطاياك التي اقترفتها بقلبك وسمعك وبصرك
ولسانك .. وسائر جوارحك .
- فإن المرض قد يكون عقوبة على ذنب وقع من العبد ..كما قال تعالى
{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }
- يقول صلى الله عليه وسلم - :
" ما يصيب المؤمن من وَصب .. ولا نصب ..
ولا سقَم .. ولا حزن حتى الهمّ يهمه .. إلا كفر الله به من سيئاته " [2] .
3 . كتابة الحسنات ورفع الدرجات
- قد يكون للعبد منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى .. لكن العبد لم يكن له من
العمل ما يبلغه إياها .. فيبتليه الله بالمرض وبما يكره ..حتى يكون أهلاً لتلك
المـنزلة ويصل إليها .
- قال عليه الصلاة والسلام :
" إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلة لم يبلغها
بعمله..ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ..ثم صبّره على ذلك .. حتى
يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى " [3]
4 . سبب في دخول الجنة
- قال – صلى الله عليه وسلم - :
" يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل
البلاء الثواب .. لو أن جلودهم كانت قرِّضت بالمقاريض " صحيح الترمذي للألباني
2/287 .
5 . النجاة من النار
- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عاد مريضاً
ومعه أبو هريرة .. فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
" أبشر فإن الله
عز وجل يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في
الآخرة " السلسلة الصحيحة للألباني 557 .
6 . ردّ العبد إلى ربه وتذكيره بمعصيته وإيقاظه من غفلته
من فوائد المرض أنه يرد العبد الشارد عن ربه إليه .. ويذكره بمولاه بعد أن كان
غافلاً عنه..ويكفه عن معصيته بعد أن كان منهمكاً فيها .7 .
البلاء يشتد بالمؤمنين بحسب إيمانهم
قال عليه الصلاة والسلام :
" إن عظم الجزاء مع عظم البلاء.. وإن الله إذا أحب
قوماً ابتلاهم ..فمن رضي فله الرضى ..ومن سخط فله السخط " حسنه الألباني في
صحيح الترمذي 2/286
وأخيرا
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى
الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ))
أسأله سبحانه أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وآخردعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وإليك بعضاً من تلك الرقى الشرعية التي يمكن أن ترقي بها نفسك أو يرقيك بها غيرك
قراءة فاتحة الكتاب - مرة أو سبع مرات
قراءة المعوذتين - ثلاث مرات.
يمسح بيده اليمنى على جسده ويقول: ( أذهب البأس رب الناس، واشف أن الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً ).
قل: ( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) - سبع مرات
قل: ( بسم الله أرقيك من كل شر يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك ).
وضع اليد على المكان المؤلم من الجسم ثم يقول: ( بسم الله ) - ثلاثاً - ثم يقول: ( أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) سبعاً
قل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
قل: ( أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ).
قل: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة
قل: ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) [ثلاثاً.
منقووووول بتصرف.