أبا الشعر إلّا يستبيحَ مشاعري *** وإني لذواق ٌ ولستُ بـ شاعرِ
رهان الزمانُ الظالمُ الغابرُ الذي *** تمنّى الأماني في قِداحِ محابري
فمن بعدِ ما عاقرتُهُ الراحَ وانتشى *** مساساً لشعري لا مساساً لسامري
وأبطّتُهُ شرّا ً كسيفِ إبنِ وائلِ *** وقلتُ أُخرجي يا حيةَ الجحرِ بادرِ
فسحقا ً لمن حَسِدَ الرجالَ لصمتها *** أم هلّ تشّدقَ بعدَ فتح ِ دفاتري
فأوقد لشعري يأبن أمّي ونادني *** أأضناكَ حالي ؟ وانقطاعُ أواصرِ
ولا يجّرمنّكَ يا أُخيَّ شقاقُهم *** فما الحسدُ إلاّ في عِصام الكوافرِ
فهل عضةُ النيبانِ تُدمي سيوفنا *** ونحنُّ إولي بأس ٍ شديد ٍ وحاضرِ
ويا أٌّيها المغرورِ إخسأ ولا تقم *** سيُلقي لكَ الشيطانُ رملَ العواصرِ
لعمرُ الفتى ! من غِيرةِ الشعرِ والهوى *** أ أهراقُ دمع ٍ أم هتافات فاجرِ
رضعتُ البلاغةَ قبلَ فرثِ حليبِها *** وإُشبِعتُ شعرا ً من نعومِ الاظافرِ
لأثداءُ سُلمى أرضعت كعبَ وارتوى *** فما شأنُ شعر ٍ لا يُذيبُ خواطرِ
فما النارُ إلا تحرقُ العودَ (فحترق) *** فروح ٌ وريحانٌ وأنسامُ عاطرِ
وإني لذواقٌ ولستُ بشاعر ِ *** فلم أستطع أخفي عليكم مشاعرِ