اليتيم هو من فجع بوالده وهو دون سن البلوغ. هكذا جاء وصف الله تعالى لنبيه في معرض الامتنان عليه بقوله: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} فقد توفي والده وهو صلى الله عليه وسلم حمل في بطن أمه، ثم توفيت أمه وهو في سن الثامنة، فنشأ يتيماً في كفالة جده ثم عمه أبي طالب.
وبعد أن أكرمنا الله بالإسلام وأمرنا بالإحسان إلى الوالدين وبيَّن لنا فضلهما ومكانتهما، فمن فقد والديه أو أحدهما عاش يتيماً بقية عمره، وفقْدُ الأم يُشعر باليتم حقاً.
أدركت هذا حينما مرَّ بي العيد ورأيت بعض الناس ممن أكرمهم الله بوالديهم أو أحدهما يُكب مقبلاً الأيدي والأقدام، وقد ظفر بدعوة فوز وفلاح ومغفرة ونجاح فذرفت عيني دمعة وعرفت أنني حقاً يتيم.
حينها أدركت أهمية التوجيه النبوي بفضل وعظيم أجر من مسح رأس يتيم ورجعت بي الذاكرة إلى سنوات قضيتها في أحضان والدي مجتمعين ثم والدتي رحمهما الله رحمة واسعة.
فيا من أكرمه الله بوالديه أو أحدهما إياك والغفلة والتسويف في الإحسان إليهما وعدم الجد في رضاهما، وأعلم أن رضا الله في رضاهما وتوفيقك وسعادتك مرهونة برضاهما، وحسبك أن يرفع أحدهما كفيه في الثلث الأخير من الليل بدعوة صالحة لك، واستشعر أنك إن كتب الله لك مزيداً من العمر فستعض أصابع الندم على تقصيرك في حقهما والكيِّس من اتعظ بغيره.
ولنعلم جميعاً أن بيننا وفي مجتمعنا أيتام فجعوا بفقد آبائهم وربما والديهم جميعاً لهم علينا حق المواساة والإحسان، ولندرك واجبنا تجاه أيتام شهداء الواجب الذين فقدوا آباءهم في الدفاع عن العقيدة ثم أمن الوطن والمواطن فماذا قدمنا لهم بمناسبة هذا العيد السعيد؟
كتبه : الدكتور إبراهيم بن عبد الله المطلق