طفولة أمك ياحبيبة ضحكات لاصدى لها بكاء لاطريق له عرفت الألم يابنتي في كل خطوة من خطوات طفولتي لم أحظ بما حظيت به من نعم الحياة ياصغيرة , أولها وجودي معك اسقيكي حبا يازهرتي تكبرين على أعتابه وتتمايلين على انغام زفرات صدري التي تدعو لك ولإخوتك , حبيبتي فرح انعم الله عليك بأب حنون تنعمين بحبه وعطفه تقولين يغضب , يثور ....ومن منا لا يغضب ياصغيرتي ولكن بين طيات ثورته وثنايا غضبه حب يجعلك تعرفين جيدا انه ذو قلب كبير ....
اكتب لك يا من ادخلت الفرح في قلبي بعد أن كاد ينزلق في وحل الحزن أكتب لك بعدما عرفت انك تكرهين اسمك تفاجأت ياحبيبتي باعترافك فوالله لم اسمك فرحا الا لأن قلبي كان يتراقص طربا عندما كنت تقبعين في زوايا أحشائي وعرفت أن الله أنعم علي بطفلة وكان ذلك في رمضان عام 1417ومن شدة فرحي الذي لم اتذوق طعمه في عيد أو نجاح ولا حتى تخرج ياابنتي أوحتى زواج وجدتني أقول لكل من حولي فرح ...فرح .
كبرتي ياصغيرتي وهاأنت تودعين من عمرك الجميل ثلاثة عشرا عاما وكأنها عام ياحبيبتي بالأمس حلمت بقدومك ,واليوم صبية بعمر الزهور أمامي.
فرح اسم يطربني وشقاوة تسعدني اسمك يا ابنتي يدخل البهجة الى نفسي يعود بي الى تاريخ سعادتي الا يحق لي ان يبقى هذا التاريخ ؟
كنت صغيرة وانت تمدين لي يد العون حينما يداهمني المرض فأصبحنا نتبادل الأدوار يوم لك ويوم عليك , يلومونني حينما تشعلين النار لعمل الحليب وأحيانا الطعام لإخوتك يقولون صغيرة وأقول كبيرة هم محقين وأنا كذلك صغيرة في العمر كبيرة في تصرفاتك فان تغاضيت عن السئ منها فذلك لأنك تجعلين الميزان يرجح لصالحك يا صغيرتي ...