قررت أن أمارس بعض الحزم مع ابنتي سارة (17) عاماً وهي ولله الحمد على ما يرام. ولكن المراهقين والمراهقات في سن ابنتي قد تأخذهم بعض الملذات عن واجباتهم الدراسية، فالمراهقون مساكين تائهون مع المراهَقة بكل ما فيها من شد وصراع مع فترة زمنية حساسة وحاسمة وهي تقرير المصير العلمي والمهني . ومع ما لديهم من رغبة في المتعة والترفيه والتسويف. المهم بما أن ابنتي كان لديها اختبار مهم. فقد قررت في هذه الليلة أخذ جوالها حتى تتفرغ للدراسة وفعلاً أخذته وشعرت بروح الانتصار ولا أخفي عليكم أن هذه أول مرة آخذ جوالها فأنا مؤمنة دائماً بأن أحسن وسيلة تربوية هي الديموقراطية، وأن نترك لأولادنا حرية اتخاذ القرار والتعلم من النتائج .
المهم يا سادة أخذت الجوال منها وطلبت منها أن تقفله وفعلت وعلى محياها ابتسامة خفيفة! قلت لها آسفة لتصرفي هذا ولكن لمصلحتك فقط ووعدتها بأن أعيده لها غداً ، وهنا بادرتني سارة بالقول " ولكن ماما لو أردت فعلاً الحديث مع صديقاتي الليلة أستطيع أن أتواصل معهن بالانترنت"!. في الحقيقة سكت وقلت لها أنت على حق وتركتها تغادر واحتفظت بالجوال. ثم جلست أضحك ومن القلب مع ذاتي . وأتساءل كيف فات علي جهاز الكمبيوتر؟! كيف اعتقدت أنني سيطرت على الأمور؟، وقبل أن تحزروا ، تعرفون يا سادة فرق الأجيال!! فواحدة مثلي نسيت أن الكمبيوتر كوسيلة اتصال فعالة وتقوم بواجب الهاتف وأكثر، في زمني خذ الهاتف الثابت تأخذ كل شيء والآن تأخذ ماذا؟ وتترك ماذا؟!.
المهم لم تستخدم ابنتي الانترنت رغبة في سماع كلامي، وذاكرتْ. ولكن السؤال الأهم هو ماذا نفعل نحن أمام الجيل الحالي وتفوقهم علينا في استخدام التقنية الحديثة؟!.
د. حنان حسن عطاالله