على طاري عيد الحب

مقال من قديمي الجديد نشر في صحيفة الرياض بتاريخ 28/ 1/ 1428 هـ أتمنى يعجبكم

[align=center]
[/URL][/align]


يقولون العرب دارن بلا مغليك ما تغريك

واقول انك بليا حب... كنك عايش لحالك

انا لو ما تذكرتك غلا.. جاب الغلا طاريك

تعيش وتسلم لقلبن على كف الغلا شالك


كلمات موسيقية راقية.. جزء من سمفونية لشاعرنا المتألق (منادي)، الذي كان حصوله مؤخراً على الدكتوراه في الإعلام تتويجاً لعطائه المتدفق ولتاريخه الشعري المتميز. وقد اتحفنا بأبياته الشعرية بصوته في موقعه الرومانسي على الشبكة العنكبوتية... والموقع من الواحات التي استظل بظلها والقي عصا التعب فيها واهرب اليها من صخب الحياة وضوضاء العمل وهموم المسؤوليات.

نفتش بين كلمات منادي عن حكمة يجهلها الكثير من البشر (واقول انك بليا حب كنك عايش لحالك)، فهو يرى ان خالي المشاعر هو شخص وحيد ومثلما الحياة بحاجة الى ونيس فمشاعرنا ايضاً تحتاج الى ونيس وهي في حالة اغتراب وعزلة دون هذا الونيس... فهناك وجوه معينة في حياتنا تؤنس مشاعرنا ولا نرضى لها بديلاً.. هذه الوجوه مهما ابعدتها المسافات فقلوبنا تقربها... وبوجودهم يصبح المر حلواً.. أما برحيلهم يصير الحلو مراً... بوجودهم تتراقص ليالينا طرباً... وبرحيلهم تطول ليالينا..ندمن على هذه الوجوه حتى وإن لم نكن نراها كل يوم..نتكئ على بسماتهم عندما تعثرثنا في الحياة.. نشتاق لغيابهم حتى نجدد شوقهم... فقلوبنا لهذه الوجوه وطن عيونهم لنا سكن... هذه الوجوه تجعلنا نعيش حالة رضا وصلح مع ذاتنا.. تجعلنا نمشي عكس خطواتنا لنصل اليها... عندما نكون معهم نكون (خارج الخدمة) لأننا ونحن معهم نكون لهم... هذه الوجوه تجعلنا نثق بأن الشمس سوف تشرق رغم كل الغيوم لأنا وجوه من نحب...

على طاري عيد الحب... يبدو ان وزارة التربية والتعليم محظوظة، لانه للعام الثاني على التوالي يزورنا (14) فبراير في عطلة الربيع، حيث ان الامر لا يخلو من تجاوز بعض الطلاب من الاحتفال بعيد الحب على غير وعي بما يعنيه هذا اليوم، فضلاً عن الاحتفال به من الامور المبتدعة في ديننا وما تخلفه تجاوزات الطلاب من مشاكل اراح الله الوزارة منها لعامين متتاليين. وقد جرت العادة في وزارتنا على اقامة الندوات والمحاضرات الدينية في المدارس للتحذير من تقديس هذا اليوم ونشر المطويات التوعوية لشيوخنا الافاضل حماهم الله ورعاهم..

وعلى طاري عيد الحب... وعلى طاري وزارتنا... ابني في مرحلة التمهيدي، تسعى مدرسته مشكورة الى تمكينهم من اللغة الانجليزية.. وحيث ان كلمة (فلانتينو) هي كلمة تبدأ بحرف (V) فقد تم ادراجها في درس حرف ال (V) وبجانبها صورة قلب، وتعجبت كيف يمكن للوزارة ان تعتمد كتاباً يعترف باله الحب فسألت ابني ما معنى كلمة فلانتينو!؟ لأستوضح من اجابته المعنى الذي شرحته المعلمة لهذه الكلمة، لانه ليس لها معنى في اللغة العربية، فاجابني ببراءة الاطفال "يعني هيرت يا ماما"!!. شيء متوقع ان لا تلتفت الوزارة الى مدارس الروضة وتركز حملتها التوجيهية للمراحل ما بعد التمهيدي لأنها تفترض ان المدارس لا تبدأ بالتجاوزات في هذا السن المبكرة وهذه المرحلة التمهيدية!!..

وعلي طاري عيد الحب... اتساءل لماذا بعض شبابنا يسعى لتقليد الغرب في الغث والسمين؟ لماذا امور الغرب تعنينا وامورنا لا تعنيهم؟ لماذا يركض شبابنا لاهثين خلف بدع الغرب وتقاليعهم بدءاً برأس السنة وانتهاءً بعيد الحب؟ في حين ان هذه الفئة من الشباب لا يظهرون في الصورة عند الاحتفال بأعيادنا الدينية ولا يميلون الى المشاركة فيها.

وعلي طاري عيد الحب... اسأل المعتقدين بهذا العيد والمحتفلين به والمحتفلات، هل الحب له وقت ؟تعزف مزاميره في يوم محدد فنكرس جهودنا للاحتفال بمشاعرنا في يوم واحد فقط؟؟ هل يزورنا الحب اليوم ويرحل عنا غداً؟ ان مشاعر الحب هي أمسنا ويومنا وغدنا.. هي شيء يسير في اعماقنا، الله خلقنا بها لنَسعد بها ونُسعد من حولنا، ومغبون من لم يَعِ ذلك!.
وختاماً اقول للقارئ العزيز (جعل الله ايامك كلها مليئة بالحب).