لم يكن ثمة شيء مفتعل..
الفرح كان تعبيرَ طفولة وتعبيرَ أبوة..
البحرين كلها بدءاً من جلالة ملكها ومروراً بكل فئات مجتمعها عطّرت كل ميدان وشارع وحديقة بتوهّج المشاعر.. عبر حفاوة لم تُفتعل فيها ابتسامة واحدة..
الكثيرون عصر يوم الأحد الماضي كانوا يتمايلون ابتهاجاً مع إيقاعات العرضة.. تتقارب الصفوف وتتباعد وتلتقي الابتسامات وكأنها نجوم سماء واحدة..
البعض يعطي معلوماته للآخر.. ما هو الأجرب؟.. لماذا الأجرب؟.. إنه ليس السيف الوحيد الذي حمله قائد شجاع.. فما هي خصوصيته؟.. كان هو موضوع الهمس..
يشطح بي الخيال فأتصور أن الأكتاف التي كانت تتمايل ترحيباً وحباً بالرجل الكبير في أفكاره واستحداثاته ومندفعات تطوراته.. عبدالله بن عبدالعزيز.. هل لم تكن وحدها مَنْ يفعل ذلك؟.. السيوف هي الأخرى كانت تتمايل.. تحتفي بتواجد السيف الأجرب..
الكثيرون يعرفون أن الإمام تركي بن عبدالله آل سعود هو مؤسس الدولة الثانية، لكن هناك مَنْ يجهل كيف عاش تركي، كيف أوجد دولته؟..
ربما لو كان بمقدور السيف الأجرب أن يتحدث لكان هو الأوثق في صحة سرد تاريخ فريد لرجل الدولة الثانية..
هذا الرجل الفريد في نضاله لم يقعده اليأس وهو يجد أن الدولة العثمانية تستعيد سيطرتها على الجزيرة العربية وجيش ابن محمد علي المليء بجنسيات مختلفة يطلق تعبير الوهابية على نقاء عقائدي طرد مستحدثات تقديس القبور ومستحدثات لاهوتية في العبادة منها قداسة الشجر.. الرجل الذي وجد نفسه وحيداً بعد أن سيطر العثمانيون على كل شيء.. تنقل والأجرب هو المرافق الوحيد بين مختلف القرى ومختلف القبائل وحيداً يجمع أنصاره لضرورة استعادة الدولة السعودية.. بالطبع تعرض لمخاطر كثيرة، وذاق قسوة الجوع حين يتآخى مع الخوف.. لكنه الشجاع الذي لم يهتم بذاته قدر اهتمامه بعودة دولته.. عودة عروبة مجتمعه، ليرى الناس من جديد تلك البساطة المتناهية بما اندمجت به حياة الحاكم والمجتمع، حيث لا خصوصية مظهر ولا انفرادية سيطرة..
عادت الدولة السعودية الثانية بعد أشجع صبر ومغامرة وإنهاك ومحاصرة مخاطر.. وحده الأجرب يستطيع أن يقول أكثر من ذلك.. وحبذا لو كانت مثل هذه الفروسية الفريدة والمثيرة معروفة عند الناس عامة
منقوووووووووووووول
لو تحدث السيف الأجرب
العرض العادي
