الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-07, 12:33 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس مجلس ادارة الشبكة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 9
المشاركات: 13,072 [+]
بمعدل : 1.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 500
الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الآتي الأخير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي من يقظة الأمة الى يقظة المذهبية ؟

كانت عبارة "اليقظة" هي أكثر العبارات تداولاً في مطلع القرن العشرين، وربما قبله بقليل، عند النُخَب العربية. فها هو نجيب العازوري المثقف اللبناني الذي عمل مساعداً لحاكم القدس العثماني، يؤلف بعد ذلك في باريس وفي عام 1897على التحديد كتاباً اسمه "يقظة الأمة العربية"..

وكانت الكلمات كلها منضبطة وواضحة في ذهن المؤلف: يقظة أمة تُدعى الأمة العربية تضم كل أبنائها إلى أية ملة انتسبوا. وبعد حوالي ثلث قرن من هذا التاريخ، يؤلف مثقف لبناني آخر اسمه جورج انطونيوس كتاباً آخر في هذا السياق اسمه "يقظة العرب".. والاسمان يصبّان في باب الملاحظة كما يصبان في باب التأييد والولاء.. فقد لاحظ هذان المثقفان المتنوران، استناداً إلى وقائع وأحداث أشارا إليها في كتابهما، ان الأمة العربية بدأت تستيقظ من رقاد القرون لتبحث عن ذاتها وهويتها ولتدخل العالم المعاصر.. وهو ما أثلج صدرهما وباركاه.. وإذا كان مثقف لبناني ثالث هو إبراهيم اليازجي قد قال في قصيدة له، في أواخر التاسع عشر، البيت الشهير:

تنبهوا واستفيقوا أيها العرب

فقد طما الخطب حتى غاصت الركب

فإن اليازجي لم يكن بعيداً عن رفيقيه اللبنانيين.. لقد دعا إلى اليقظة والحذر، كما لفت إلى مخاطر.

وسرعان ما أصبح لليقظة أسماء شقيقة أو مرادفة لعل من أشهرها عبارة "النهضة" التي كثر استعمالها في أفلام المثقفين اللبنانيين والشوام، على الخصوص، سواء الذين نزحوا إلى مصر، أو الذين بقوا في بلادهم. فقد كتب هؤلاء عن "النهضة"، وبشّروا بها، وعملوا من أجلها، سواء كانوا مسلمين أو نصارى.. والواقع أنه لا لزوم للفصل بين المسلمين والنصارى في هذا المجال لأنهم كانوا يعملون جميعاً في سبيل هدف واحد يشمل الأمة كلها وبسائر مكوّناتها. لم تكن الطائفية، أو المذهبية، قد استيقظت بعد.. فالذي استيقظ يومها هو وجدان الأمة لا غرائزها. وكان واضحاً بما لا يقبل الشك ان كل هؤلاء المنورين الذين درسنا أدبهم وفكرهم ونحن على مقاعد الدراسة الثانوية أو الجامعية، عملوا لمشروع واحد لا غير هو نهضة الأمة كلها، لا نهضة هذه الطائفة أو هذا المذهب، كما كانوا هم أنفسهم موزعين على طوائف الأمة ومذاهبها التي ولدوا بالفطرة عليها، ولكن دون أن يكون لديهم أي شعور بالتوقف عندها.فالذي توقفوا عنده هو ضرورة أن يلتحق العرب بركب الحضارة الحديثة.

ولأن عبارة "النهضة" هي التي ألح هؤلاء المنوّرون عليها أكثر من سواها، وكانت عنوان جهدهم، وكفاحهم، فقد عُرف العصر الذي عاشوا فيه "بعض النهضة".. وقد ظل هذا العصر ينبض حتى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.. أي حوالي نصف قرن تقريباً، قبل أن يجري اغتياله لاحقاً وتعود الأمة سنوات طويلة إلى الوراء.

وفي السبعينيات من القرن الماضي، وإلى وقت غير بعيد، در جت على الألسنة، وفي الأقلام، عبارة "الصحوة" دون أن تقنع كثيرين بصواب استعمالها، أو وقوعها في محلها.. فها هو المفكر المغربي الدكتور محمد عزيز الحبابي يقول في أواخر السبعينيات هذه، وفي مؤتمر نظمه مركز دراسات الوحدة العربية بالقاهرة تحت شعار "الأصالة والمعاصرة"، بعد أن سمع عبارة "الصحوة" تتردد كثيراً في المؤتمر: "تتحدثون عن الصحوة وأنا لا أسمع من الخليج إلى المحيط سوى غيرها".. ضجّت القاعة بالضحك، واعتبرها كثيرون فصل المقال في مسألة الصحوة، خاصة وأن المغاربة مشهورون بالتنجيم وصواب الرؤية..

على ان الصحوة، وإن لم تثبت رؤيتها، برأي خصومها، كانت تستهدف صحوة عامة تشمل الأمة كلها، لا مذهباً واحداً من مذاهبها.. فالصحوة، كما تحدث عنها دُعاتها، هي صحوة إسلامية عامة.. أو لنقل إنها صحوة الأمة الإسلامية الباحثة عن التجدد ومواكبة العصر وعودة الإسلام إلى التاريخ من جديد واستئناف أيامه الماضيات الزاهرات، ومسيرة السلف الصالح الذي أبدع حضارة وارفة هي من أعظم الحضارات في تاريخ البشرية، إن لم تكن أعظمها على الإطلاق..

ولكن كل هذا النزوع إلى الخير والتقدم ينزاح الآن في السوق يجري فيه تداول يحمل في ظاهره عبارات شبيهة باليقظة والنهضة والصحوة، ولكنه يحمل في داخله - ويا للأسف - ما يعيدنا مئات السنين إلى الوراء، وعلى التحديد إلى صفحات الفتنة في تاريخنا.. ففي السوق اليوم، بل منذ ربع قرن تقريباً، ما يبعث الفتنة لا ما يبعث النهضة، وما يحرّض الغريزة، لا ما يحرّض على العقلانية والتنوير والتفكير العلمي، وهي جوهر عصر النهضة. وفي السوق اليوم، من أدب العقل، ما يحرّض العقل على أن يلغي نفسه، ويُحلّ الفئوية والتعصب والمذهبية وإقصاء الآخر وحتى استئصاله محله.. باد الأطهار الأخيار الذين سعدوا وتفاءلوا، واستبشروا وهم يرون الأمة العربية تستيقظ من نومها، أو ذُهلوا وهم لا يرون اليقظة عامة، ونادوا بضرورة التنبه إلى الأخطار والتحديات. وحلّ محل هؤلاء الأطهار الأخيار آخرون يملأ التعصب قلوبهم، ويعمي بصائرهم، ويعملون لا ليقظة الأمة، بل ليقظة صفحات الفتنة، ومعها للثأر، وممن؟ ليس بالطبع من التخلف الذي عاد واستشرى في مجتمعاتنا، بل من اخوة لهم في الدين نفسه، وفي الوطن نفسه. وهو مشهد لو لم يكن ماثلاً اليوم أمام العين، وقابلاً للالتماس أن توجه المرء أو التفت، لكان يمكن للمرء أن يقول ان كل ذلك يدخل في باب الإشاعات، أو في باب تمنيات الأعداء، وعلى رأسهم إسرائيل.

ثمة حاجة إذن لا لاستعادة فكر عصر النهضة، التوحيدي في جوهره ومضمونه، بل لاستعادة جوهر تراثنا الروحي كلّه، أي للحديث عن الإسلام كدين واحد يشمل كل المسلمين ويؤلف بين قلوبهم. شُرّعت المذاهب في الإسلام للمزيد من الرحمة وتيسير مصالح الناس، ولم تُشرّع للفرقة، والتمزق والتشرذم. والمذاهب رحمة، ولكن المذهبية شيء آخر!

بقلم الاديب - جهاد فاضل















عرض البوم صور الآتي الأخير   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة ( حسن الحويطي ) منتدى المقالات و الاحداث العربية و العالمية 3 02-06-09 04:14 PM
أنت \ أنت ِ سبب من أسباب ما تعانى منه الأمة ثعلب الدروع منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان 1 02-02-09 10:47 PM
قيم ومكاسب في حصار غزة أ.د. سليمان بن حمد العودة أبوسليم منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة 0 22-01-09 10:37 PM
دماء غزة تغذي شريان الأمة أبوسليم منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة 4 18-01-09 08:13 PM
هل استقالت الأمة من التاريخ !! الآتي الأخير منتدى المقالات و الاحداث العربية و العالمية 3 31-07-08 10:23 PM


الساعة الآن 04:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL