نقطة صدام: قمة العبـيد
الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 | أعمدة البلاد
يكتبهــا: أســـــامة وحيـــــد
باسـم أمة العرب التي نصب نفسه أميرا على مؤمنيها ''بالقـذافي'' والقدر، قدم عقيد ليبيا اعتذارا تاريخيا ناصع البياض لأمة السود بإفريقيا وذلك على خلفية أن أجدادنا وأجداد القذافي كانوا يتاجرون ويستـعبدون و''يخصون'' أجداد أوباما. وفكرة الاعتذار عن الاستعباد والاستغلال التاريخي للـزنوج لاقت ترحيبا من الزعماء العرب، فالتوبة تبدأ من الندم فالاعتـذار والحمد لله أن ملك ملوك إفريقيا فكك لغما تاريخيا ؟؟.
كان مغروزا في خاصرة الأمة العربـية لـتأتي قمة ''المسـتعبدين'' أمريكـيا والتي انعقدت بخيمة ''سرت'' الليبية، وتنهي أرق زعمائنا بأن حررتهم من ''وزر'' وذنب المتاجرة بعبيد الزمن الغابر .. تمخضت قمة سرت بليبيا فولـدت ''نكتة'' تاريخية من طراز رفيع ووضيع مختزلها أن العرب، من خلال ''قذافي'' ليبيا، قد أضحكوا علينا التاريخ والجغرافيا.
فجماعة السادة الذين كان ينتظر منهم قول كلمة ''حق'' في مستعـبدي غزة، تذكّروا ''رق'' السنوات الغابرة وما فعله أجدادنا في ''جذور'' أجداد أوباما، فاعتذروا لجغرافيا اليوم عن تاريخ الأمـس، وفي انتظار مشاريع ''التعويض'' التي سيقترحها ملك ملوك إفريقيا لصالح أحفاد من استعبدهم أجدادنا فالله في ''قاذفينا'' شؤون وشـؤون.. ملـف ''الرق'' الذي فتـحه القذافي بداية موفقة وقطرة من غيث، كان يمكن أن تحبل بالكثير لو أن الاعتذار عمم على باقي ''رقيق'' الزريبة العربية الواقعة حدودها من المحيط إلى الخليج، ومسافة الألف مستعبـد تبدأ بتحرير رقـبة.
ومادام أسود إفريقيا قد نالوا صك الاعتذار من القذافي بعد مرور كل تلك الحقب والسنون، فإن أمل الشعوب العربية المستعـبدة من طرف راكبيها في اعتذار صريح من حكامها أمل قائم، فبـشرى لمستعبدي العالم العربي، فغدا سيتذكّر زعماء العرب المعـتذرون أنهم مدانون لشـعوبهم باعتذار على شاكلة اعتـذار القذافي التاريخي .