--- و يبقى الأمل --- بقلمي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلا بالجميع،



كحلاء العينين خنساء الأنف، شعرها الطويل كلون الفحم، بشرتها لا بيضاء و لا سمراء، وجهها يسر الناظر إليها
لم تكن فارعة الطول و لا قصيرة القامة، بين هذا و ذاك، كان جسمه قد ضعف من العمل، و ظهرت بعض الشيب على شعره الأسود الغامق،
عيناه العسليتان بريقهما كعيني الصقر ، و جهه الشاحب على قول أحدهم حتى هو لم يكن ذو قامة طويلة إنسان بسيط بكل تفاصيله،
لم يكن أول من رآها فقد حام عليها الكثيرون، كما وصفت كالذئاب الأروبية على الدولة العثمانية يرودون اقتسامها و احتلالها لخيراتها ليس من أجلها،
لم يرون فيها اللإنسانة، الروح الإحساس، كانت فقط المال و الجمال، حتى هي رأته و أحست قربه لها، لم تكن تدري ما يجذبها له،
هل بساطته ،طيبته، صبره عليها، و حتى شجاعته فيها،هل كانت ترى فيه نفسها كما رأى فيها أنها هو،
صوتها الدافئ الهادئ الرخيم يملأ أذنه طربا، أحبها و أحبته، رغم البعد بينها كانا قريبين، كل واحد منهما يتمنى أن يكون بجانب الآخر بكل لحظة
و أن لا يغيب عن نظر الآخر حتى في رمش العينين، يبغيان سعادة كل طرف منهما، على حساب أنفسهما، أملها فقط اللحظة، أن يكون الآخر سعيدا و إن كان الحزن مصيره
ينتظر منها كلمة واحدة "نعم" نعم قد قالتها له، و هو ينتظرها، حتى إن رفضته في خطبتها، قد وعدا نفسيهما أن لا يفترقا إلا أن فرقهما الله على خير أو يفرقهما الموت
و أن يبقيا على عهدهما و وعدهما هذا سندا لبعضهما كل يوم،
لكن...،
لم ينتهي بينهما الحلم و الأمل، كل يوم يزيد شوقهما للأخر ، لا يصبر فراقها و لا تصبر تأخره عنها،
قال لها نعم كم من مرة، قالت له نعم أخيرا...،