الحَسْناء طُمُوح /لـ/عطر (قصة قصيره)

يا إِخْوةُ يَاكِرَامْ ..يُروَى أنّهُ في قَدِيمْ الزّمَانْ ..كَانَ العَمَلُ والْكَسَلْ ..يَعِيشانِ معاً
في أَرْضٍ متّسِعَة الأَرْجَاء .. وَرَوضةٍ غَنّاء ...يجرِي ..بها جَدْولَ مَاء ...
قَال الكَسَل: ..مَابَالُك أيّها العَملْ ..تَتكَبّد العَناءْ ..وتَعْمَل كُلّ يَوم ...
بَينَما نحنُ نَعيشُ بَرَخَاءْ ؟؟؟أَلا تَرى أَنا ..نَعِيشُ بهنَاء عيشَ السّعدَاءْ ؟؟
وبَينَما هُمَا كَذلِك ..إِذَا بِلوحٍ خَشَبي ... يَأتي بِهِ جَدْولُ المَاءْ ..يحمِلُ ..فَتاةٌ حَسنَاء .. يَشعّ مِنْهَا الضّياء !!!!
ذُهِلَ الصّديقَان ..لِذلكَ الحُسْنِ وَالْبَهاءْ!!! ..
فَكّر كُلّ منْهمَا ..كَيْفَ سيَصِل إلى تِلك الحَسْنَاء!! ..
قرّر ..الكَسَل سَريعًا ..كَعادَته ..أن يَستَعِين بمستشاره ...المستحيل
فقام بِفرْك يده ...عَلَى مصْباحِه السّحرِي فَخرجَ مِنه وَقَال (شُبّيك لُبّيك المُسْتحيل بِين يدِيك)
فأسْرَع يَطْلُبُه وَهُوَ مُتَقَطّع الأَنْفَاس ... أَنْ يُسَاعِده في الوُصُول لِذلِك الّلوحِ الخَشَبي ..
وعِنْدَما ..عَلِم المُستَحيلْ ... بِطَلَب الكسلْ .. وَلّى هَارباً ..وَهُو يُوَلْوِلْ .. لاَ اَسْتَطيع وَلنْ تَستَطيعْ
فَعَادَ الكَسَل ..يجرُّ الخَيْبَةَ ..اِلى رَوْضَتِه الْغنّاء ... وَقَال :سَأَكتفِي بَالنّظَر لِلْحسنَاء ............
وبَيْنَمَا هو كَذَلكْ كَان العَمل ....يحاوِلُ جَاهِداً أَن يَصِل للّوحِ الخَشبِي ...
فكّر ... ثمّ قرّرْ .. أنْ يستعين بمسْتَشارِهـ الصّبْر .. فقررّ الصّبر أَن يقِف اِلى جَانبه ... وأَوصَاهـ
(لا تنظر للفشل .. بل حاول مرار وتكرار حتى تصل ..كلما سقطت استعن بي وستجدني بجانبك )
حَاوَل ان يَسْبَح ..وَكَادَ انْ يَغْرَقْ ..ثُمّ نَظَر اِلَى مستشاره .. الصّبْر ..فاعَادَ المحاوَلةَ مِرَاراً .. حتَى اسْتَطاعَ انْ يَسبَح وَيصِلْ اِلى تِلْكَ الحَسْنَاءْ ...
فَسَأَلها مَنْ أَنتِ يَاصَاحبَة هَذا الضّياءْ ..أجابت ..أسمي طموح ... وَقَدْ وَهبْتُ نَفسِي لمنْ يصل الى حيثي
فأخذَها مستبشراً وَعَادَ لِيُخْبَر الكَسَل بما حَصَل ..
وَحِينَ رَآه الكَسَل مَع تِلكَ الحَسنَاء وَلّى خَلفَ صَديقِهِ الموَلْوِلْ يَضْرِبُ رَأْسَهُ ويُوَلْول ...
وَمُنْذُ تِلْكَ اللحظة اِفْترَقَا....
وَلازَالَ الكَسلُ يجرِي للخَلْف بحثَاً عَنْ المسْتَحِيل ...
وَلازَالَ العَمَلُ .. منذ تِلكَ الازْمَانْ .. فَخُوراً بأنه وَحْده مَن اسْتَطاعَ انْ يصل الى طموح ...... وبقي كذلك جِيلاً بعْد جِيل.
.
ويَا إِخوةُ يَاكِرَامْ ....هذا ما قد كان ...وصَلْنا إلى التّمَامْ

بقلم/ عــطــر
أنتظر أرائكم