نبذه عن الخريبة (( المدينه البيضاء))

في القرن الثاني قبل الميلاد استوطن الانباط شمال الحجاز قادمين من الشام وهم من (العرب ) وقامو بأنشاء مدينتهم ذات الميناء المهم لوكي كومي وتعني المدينه البيضاء
وهي الخريبه حاليا .

وقد ظهرت اهميه هذا الميناء التجاريه في عهد البطالسه ومنه تتجه السفن الي الساحل المصري لتفرغ شحنتها هناك وتنقل اما بواسطه القوافل او بواسطه السفن
من القناه المحفوره بين البحر الاحمر ونهر النيل لتتابع طريقها الي البحر الابيض المتوسط ,

وبعد الميلاد اخذ شأن هذا الميناء العظيم في الافول ويثبت ذلك في اهمال الكتب اليونانيه واللاتينيه ذكره , ولعل ذلك بسبب تحول خط سير السفن في البحر الاحمر
بعد استيلاء الرومان علي مصر وانشائهم اسطولا تجاريا كبيرا في هذا البحر قام بالاتجاه
مباشره مع افريقيه والهند ومصر فلم يعد للمدينه البيضاء ذكر منذ تاريخ 106 م

وفي العصر الاسلامي عادت اهميه الخريبه فقد كانت من اهم المواني في القرون الهجريه الاولي وقد تولي ادارته في عصر الخليفه العباسي المتوكل وال مستقل
اسمه (عبيد ابن جهم ) وكان يتبعه ميناء الحوراء والمواني الاخرى المقابله في مصر
بناحيه اسوان وديار البجه وقد اسهم والى عينونا في تدعيم الوجود الاسلامي في تلك البلاد

الاثار في الخريبه
توجد في قريه الخريبه اثار نبطيه في واحه عينونا وكذلك اثار رومانيه في جزيره ام العصيليات وايضا توجد اثار الاستيطان الاسلامي

فيلبي وزيارته للخريبه 1953م

يقول عبدالله فيلبي ان الخريبه قريه من اكواخ متناثره مصنوعه من سعف النخيل
في عدد قليل مبعثره من اشجار النخيل اضافه الي مجموعه صغيره من المباني
الحديثه نسبيا علي طول الشاطئ ذي المرسي الصغير , بينما كانت نقطه الشرطه
المحليه تحتل تلا رمليا صغيرا علي جهه البر من النخل

زيارته لواحه عينونا بحثا عن الاثار
يقول يوجد في اسفل مخرج المضيق مباشره وعلي الجبل المنخفض ورف الضفه اليمني خرائب الاثار المتهدمه والمبعثره لمستوطنه كبيره والتي يبدوا منها مبني واحد
كبير خشن البناء يبدوا انه كان قلعه مصممه لتشرف علي مدخل السهل وكانت باقي
المباني المنتشره علي مساحه كبيره متناثره بصوره تبعث علي اليأس لدرجه انه
من المستحيل رؤيه كيفيه تخطيط القريه او ترتيب الغرف في منازلها
ويبدوا انها كانت مساكن يقطنها العمال وغيرهم من سكان الطبقه الدنيا لاننا سوف نرى
في الوقت المناسب فيما بعد ان عينونه لم تكن فقط نقطه استراتيجيه بارزه فحسب
ولكنها ايضا مركز ذو اهميه اقتصاديه .
من هذه الاثار تسلقنا يصوره شاقه نسبيا علي المنحدر الصخري الوعر حتي قمه الجبل
وهنا كان بحق (المقام السامي ) في عينونه حيث كانت تعيش الطبقات الراقيه ويحتمل انهم يهتمون فقط بالمحافظه علي وضع ايديهم علي منطقه كان يتم فيها الحصول علي الذهب بمجرد عسل التربه .

المقريزي 834هـ
يقول استجدت بعيون القصب من طريق الحجاز بئر حفرت بأشاره القاضي زين الدين
عبد الباسط فعظم النفع بها
وذلك انني ادركت عيون القصب وتخرج من بين الجبلين ماء يسيح علي الارض فينبت
فيه القصب الفارسي وغيره شئ كثير ويرتفع في الماء حتي يتجاوز قامه الرجل في عرض كبير فاذا نزل الحاج عيون القصب اقاموا يومهم علي الماء يغتسلون منه ويردون
ثم انقطع هذا الماء وجفت تلك الاعشاب فصار الحاج اذا نزل هناك احتفرو حفائر يخرج
منها ماء ردئ متنتن فأغاث الله العباد بهذه البئر فخرج منها ماء عذبا

الكبريتي 1039هـ
يقول رحلنا قاصدين عيون القصب وهي مقصبه ينتهي اليها ماء من عين جاريه من مسافه طويله علي نخيل باسق واشجار متناسقه , ماؤها غايه العذوبه يجري من
بين القصب الفارسي بين نبت مختلف طيب الطعم والرائحه
وهذا الماء يجري من اعلي صخره علي ظهر الوادي بمقدار ميل .

المصادر
المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ,, جواد علي
صوره الارض ,, ابن حوقل
ارض مدين ,, عبدالله فيلبي
رحله الشتاء والصيف ,, محمد عبدالله الحسيني