قصيدة في الغزل العفيف
لعروة بن حزام
عروة بن حزام من عذرة إحدى القبائل اليمينة وهو احد عشاق العرب المشهورين اسلامه في عهد معاوين بن ابي سفيان، وكان قد تعلق بابنة عمه عفراء ابنة مالك ولكن اباها زوجها من غيره فشفه العشق واستبد به السقم حتى مات، واستأذنت عفراء زوجها وخرجت الى قبره في نسوة من قومها ووقفت تندبه وتبكيه حتى ماتت، وذكروا ان معاوية لما سمع بخبرهما قال : (( لو علمت بهما لجمعت بينهما ))
على كبدي من حب عفراء قرحة = وعيناي من ود بها تكفان
فعفراء أرجى الناس عندي مودة = وعفراء عنى المعرض المتواني
فياليت كل اثنين بينهما هوى = من الناس والأنعام يلتقيان
فيقضى حبيب من حبيب لبانه = ويرعاهما ربي فلا يريان
هى ناقتي خلفي وقدامي الهوى = وإني وإياها لمختلفان
هواي عراقّى وتثنى زمامها = لبرق إذا لاح النجوم يماني
متى تجمعى شوقي وشوقك تظلعي = ومالك بالعبء الثقيل يدان
كأن قطاة علفت بجناحها = علي كبدي من شدة الخفقان
جعلت لعراف اليمامة حكمة = وعراف نجد إن هما شفياني
فقالا نعم نشفي من الداء كله = وقاما مع العود يبتدران
فما تركا من رقية يعلمانها = ولا سلوة الا وقد سقيانى
وما شفيا الداء الذي بى كله = ولا ذخرا نصحا ولا ألواني
فقالا شفاك الله والله ما لنا = بما ضمنت منك الضلوع يدان
قصيدة في الغزل العفيف لعروة بن حزام
العرض العادي
