يجب أن لا نتوقع من المجموعات والأحزاب المتطرفة في الغرب إلا هذا النوع المنحدر من التعامل مع الأديان والثقافات الأخرى.. فحين يقيم حزب دنماركي مسابقة شبابية لشتم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويصورونه على هيئة جمل يشرب البيرة فذلك يوضح أي نوع من الثقافة المنحدرة يجمع بين هذه الفئات!
هؤلاء لا يحترمون الأنبياء الذين تعترف بهم ديانتهم، فضلاً عن الأنبياء والرسل الذين لا يعترفون برسالاتهم.. هم ينتجون الأفلام التي تسخر من عيسى عليه السلام وينشرون الكتب والمقالات التي تتطاول عليه بل وعلى الذات الإلهية.. فكيف نتوقع منهم توقير الرسول محمد صلى الله عليه وسلم!؟
هم يفعلون ذلك بحجة حرية الكلمة.. وحرية الكلمة لديهم لا تقف عند أي حد، اللهم إلا "اللاسامية".. فلا أحد يجرؤ على النيل من اليهود رغم أن تاريخ الأوروبيين يحفل باضطهاد اليهود.. إلا أنهم - فجأة!!- تنصلوا عن كل ما فعلوه باليهود وكل ما قالوه عنهم عبر تاريخهم الطويل ولا يتركون مناسبة إلا ويعتذرون لهم عن سوء سلوكهم معهم!
نحن لا نطلب منهم أن يشتموا اليهود أو يضطهدوهم، فنحن - أنفسنا - لم نضطهد اليهود الذين كانوا يعيشون معنا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.. لكننا نتساءل، فقط عن حرية التعبير التي يستخدمونها بانتقائية عجيبة.. وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالإسلام!!
أجل.. يجب أن لا نتوقع منهم إلا هذا النوع من السلوك.. فهؤلاء الغربيون الذين يعتقدون ان ممارستهم النقد والشتيمة للأنبياء هي شاهد على تمدنهم وتحضرهم هم أبناء وأحفاد أولئك الذين استعمروا شعوب العالم واستعبدوهم باسم التحضر والمدنية.. فقد كان آباؤهم وأجدادهم يزعمون أن أساطيلهم التي غزت آسيا وافريقيا واستراليا والأمريكيتين إنما جاءت كي تنقذ شعوب تلك القارات من التخلف والهمجية!!
ان ما يسمى بالحضارة الغربية، رغم كل التقدم الذي حققته في شتى المجالات، ليست بالمثالية التي يصورونها بكل غرور وصلف عندما يضعونها في خانة متقدمة جداً بالقياس إلى الحضارات الأخرى.. فرغم البشاعات التي نعترف بها ونعاني منها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية (والعالم الثالث عموماً) ونتوق إلى التخلص منها إلا أن الحضارة الغربية مليئة، هي أيضاً، بالبشاعات التي تفوق ما لدينا بمراحل في العديد من الجوانب.
وإذا كنا لا نتوقع منهم إلا مثل هذا السلوك فذلك لا يعني أن نسكت أمام تجاوزاتهم.. يجب أن ندافع عن مقدساتنا ليس عن طريق العنف بل بتقديم صورة مشرقة عن ديننا العظيم ونبينا الكريم.. ويجب - أيضاً - أن لا نسمح لأي أحد ممن ينتسب إلى الإسلام أن "يختطف" ديننا ويتصرف بما يناقض القيم والمبادئ الإسلامية، وخصوصاً أولئك الذين يعيشون في بلدان الغرب ويتصرفون على نحو يسيء إلى الإسلام ويجلب لنا مزيداً من الأعداء.
منقول