-- فلسفة الفقاعات --

[frame="11 98"]

أنا من رسم من الأبجديةِ لوحةً ً
و منح المشاعر خطاً فاصلاً
لتسمو فوق مكامن الشبهاتِ

و انا من بدّد من الأحزان لوعتها
لتنتشي طرباً
فوق مآتم ِالصفحاتِ

و انا من جعل قوارب العشق
تنأى بنفسها عن موانئ
تَوَطَنَها سوء السريرة و ازدحامُ الشراعاتِ

و أنا من جعل الشمس تنتشي طرباً
و تمسح عن مراياها
وحشة السنين و ظلم المدارات ِ

و انا من جعل ربان السفينة
يختال فخراً
رغم ضراوة الإبحار و ُبعد المسافاتِ

و انا منِ جعل البوح يقطر دماً
لتصبح التفاهة خطاً أحمراً
في زمن المترادفاتِ

و انا من اعطى الفتور
معطف دفئ
ليشعر الهشيم بمعنى الحياة ِ

وانا من جاب الصحاري
و إستأنس صُمَ الحصى
و صَحِبَ الوحش في الفيافي الشاسعاتِ

يا حروفي لا تخافي
لست أنا
من يدس له السم في الكلمات ِ

و لست انا من يقلقه العويل
فالصمت أبلغ من
عصف الرياح و تلاطم الموجاتِ

أيا ليل و الغدر فصلٌ خامس ٌ
أيا ليل و الظلماء يجلوها
احتراق الشموع و ما تبقى من مناراتي

لأرى القوافي وقد أصابها مسٌ
و باتت تنفث سمها
و ترياق سمومها إنهمار الغيث من سحاباتي

ليتني ما رأيت الجهل المركب
يختلط بمكر الثعالب
لتخرج من ديجورها فلسفة الفقاعاتِ

لتتنصل المعاني ِمن مفهومها
و ينتحر الكبرياء بلا أسفٍ
و تقتل في مهدها كل المسراتِ

تموت الأفاعي بسمها
قبل ان تلوث
مكامن الاحساس و طُهر عباءاتي

[/frame]( الآتي الأخير )