صدرت الميزانية السعودية قبل أسبوع وكعادتها حرصت القيادة السياسية بقيادة خادم الحرمين الشريفين على أن تكون جزيلة لتخدم المواطن، وكانت القيادة كريمة مع كل الوزارات والقطاعات الخدمية.
لكن السؤال على تنعكس هذه الأرقام التاريخية على أرض الواقع وهل يحسها المواطن في حياته اليومية؟
هذه بعض النقاط واللمحات عن الميزانية:
- شكل النفط 90%من دخل الدولة وبقيت النسبة كما هي رغم 40 سنة من الخطط لتقليل الاعتماد عليه.
-انخفاض النمو الاقتصادي الى 3,75% والسبب يرجع على الغالب لتذبذب اسعار النفط
-تدعي وزارة الاقتصاد ان القطاع الخاص أصبح يشكل 58% من الدخل القومي أي اكثر من الحكومي ونسوا أو تناسوا أن اقتصادنا هو اقتصاد ريعي يعتمد على صرف الدولة وأن أغلب أنشطة القطاع الخاص هي فقاعية !
-ذكرت الميزانية عدة مشاريع خدمية لكن لم تطلعنا على أي مشروع ضخم ربحي لتنويع مصادر الدخل ! كنا نأمل أن نسمع عن إنشاء عملاق آخر كسابك وأرامكو في مجال جديد يحتاجه البلد كالصناعات الثقيلة وغيرها.
- ميزانية وزارة الصحة تقرب من 108 مليارات ريال وعدد السكان السعوديين 20 مليوناً أي إن 100 مليار فقط كافية للتأمين الصحي الذهبي لكل الشعب السعودي بل أقل من هذا المبلغ لأنه كلما زاد العدد قلت التكلفة !
-تم إعطاء مبلغ 5,34 مليارات للمؤسسة العامة للتدريب المهني ولسنا نرى أي أثر لهذه المؤسسة على أرض الواقع غير زيادة البطالة! ولو صرف المبلغ لسابك وأرامكو لإنشاء مراكز تدريب لكان أفضل وأكثر كفاءة.
-لازالت الخطوط السعودية تستنزف ميزانية الدولة مع إنه من المفروض ان تكون شركة ربحية خصوصا أنها تدعم بالوقود وهذا أكثر من كاف لأي شركة ذات إدارة حكيمة للربح.
كلنا استمعنا الى مقابلة معالي وزير المالية د. العساف وكانت مقابلة جيدة وهو متحدث بارع وكان يستعين بالأرقام وهذا يحسب له لكن عندما سئل عن إعطاء ارقام عن تقليل الاعتماد على النفط لم يعطنا إجابة شافية أو أرقاماً. وتحدث الوزير عن الاستثمارات في الخارج وعن رؤيته بخصوص جعلها أصولا شبه سائلة وهذه وجهة نظر تحترم ونحن نتفق مع الوزير أننا لا نريد شراء ملعب كرة قدم ! لكن لو يُخصص جزء ولو بسيط من هذه الأموال لعمل استثمارات ومصانع داخل البلد وعمل شراكات مع مؤسسات عالمية لإنشاء صناعات ذات قيمة وتكنولوجيا عالية وبذلك نضرب 3 عصافير بحجر أي استثمار الأموال وخلق وظائف للسعوديين وتوطين صناعات متطورة داخل البلد.
مما قيل هذا الأسبوع:
تعيين إداري فذ ورجل حازم وذي فكر وأفق واسع ونظرة بعيدة للأمور هو ما تحتاجه وزارة التعليم! ومن يملك هذه الأمور مجتمعة كما هو خالد الفيصل.. لم نتفاءل بالتعليم وتطويره يوماً كما نحن اليوم.
د . صفوق الشمري
ج الرياض