قال أحد المسؤولين لزواره إنه لم يصدر أي قرار منذ تعيينه لأنه مازال يتعلم أسرار إدارته. أما مسؤول آخر فقد طلب عند تعيينه عدة أشهر قبل أن يرد على أي أسئلة تتعلق بعمل إدارته، بينما سألت آخر عما ينوي عمله بعد تعيينه فأجابني بأنه ينتظر مرور ستة أشهر قبل أن يحرك عودا في مكتبه !
طبعا الأيام محسوبة من عمر المسؤولية والأمم، والمسؤولية أداة أساسية في بناء الأوطان وعندما تتوقف الأداة عن رفع البنيان يتعثر الإنجاز !
فالمفترض أن أي مسؤول يكلف بمسؤولية يتم اختياره لأنه ملم بها وقادر على القيام بها ولا يحتاج لتعلمها، فالشيء الوحيد الذي يحتاج للتعرف عليه هو مكان مكتبه، ووجوه وأسماء و مهام رجال إدارته !
إن الزمن في عمر الشعوب والحضارات ثمين ولا يتوقف أو ينتظر أحدا، والأمم المتقدمة هي الأمم التي تضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة ليؤدوا مسؤولياتهم وواجباتهم في الأوقات المناسبة دون أن تهدر الوقت في التجارب والاجتهادات، وإذا حصل و أخطأت في خياراتها فإنها لا تصبر على أحد لا يؤدي مهامه بالشكل المطلوب، أو يفشل في تحقيق النجاح و معالجة المشكلات، بل تستبدله على الفور. فالمسؤولية تكليف لا تشريف، والمنصب أمانة و ليس وجاهة !
خالد السليمان
عكاظ