كما توقعت في مقال الأمس انحصر الجدل حول حادثة تهجم رجل الهيئة على مواطن بريطاني في أحد أسواق الرياض بين ناقد شديد ومدافع مستميت، وضاعت الموضوعية في زحمة العواطف المتأججة!
البعض ربط الموقف بحادثة مقتل الطالبة السعودية في بريطانيا، والبعض الآخر ربط الموقف بحادثة ضرب رجل أمن لأحد المشجعين في استاد الملك فهد واشتباك موظف جوازات مع مسافر في مطار الملك خالد، والبعض الآخر ربط التصرف باستفزاز قام به البريطاني قولا وفعلا، والبعض كان انتصاره لرجل الهيئة انتصارا أعمى على قاعدة نصرة رجال الهيئة في كل الأحوال أو لأن الطرف الآخر بريطاني الجنسية!
من ربطها بمقتل الطالبة لم أجد أي معنى لفكرته، فما علاقة هذه بتلك؟! إلا إذا كان يساوي بين القاتل في بريطانيا والمعتدي في السعودية ويطالب بأن يفلتا سويا إذا لم يدانا سويا!
أما من ربطها بحادثة رجل الأمن أو موظف الجوازات، فهو يؤيدني من حيث لا يدري، فتطبيق المعايير الإجرائية النظامية في التعامل مع المتجاوزين يمنع لجوء الموظف الرسمي بتعسف للتعدي البدني أو اللفظي ضد الآخرين!
أما من بررها بأن البريطاني مارس الاستفزاز قولا أو عملا، فحتى لو صح ذلك فإن لا شيئا يبرر الاعتداء الجسدي، فقد كان على رجل الهيئة الاستعانة برجال الشرطة لاتخاذ الإجراء اللازم وفق القواعد النظامية!
أما من انتصروا لمجرد الانتصار أو لأن الطرف الآخر بريطاني الجنسية فلينصفوا في الأولى وليتقوا الله في الثانية، فالمسلم لا يظلم أحدا!
لقد دافعت عن الهيئة في مقالات عديدة، لكنني لا أستطيع أن أدافع عن تجاوز حدود الصلاحيات والقانون وأخطاء التعدي على الآخرين، فالهيئة جهاز حكومي شأنه شأن أي جهاز آخر يخطئ أفراده ويصيبون، ومن حق المجتمع تقويم عمله ونقد أخطائه!.
نقلا عن جريدة عكاظ
بقلم / خالد السليمان
الهيئة بين النقد الشديد و الدفاع المستميت !
العرض العادي
