اكبر حدث عالمي

• .. يوافق يوم غد الثاني عشر من شهر ربيع الأول ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإجماع بين غالبية علماء المسلمين إلا أن الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار رحمه الله وغفر له كان يقول: إن الميلاد الشريف كان في اليوم التاسع من ربيع الأول وذلك بمقارنة يوم الاثنين الذي ولد فيه النبي عليه الصلاة والسلام مع التاريخ الميلادي.
  وبصرف النظر عن ذا وذاك فقد كان الميلاد والبعثة والهجرة وكل أحواله عليه الصلاة والسلام حدثا هائلا في الميزان العالمي .. خذ من أحواله الوضوء مثلا .. ها هم مليار ونصف المليار مسلم في القارات الست يتوضؤون خمس مرات يوميا أو قل ثلاث مرات يوميا إذا قيل إنهم يحفظون وضوءهم .. وذلك بعد سماع الأذان .. متواصلا في القارات الست بحكم اختلاف التوقيت ، فتسمع صوت الأذان حتى لكأنه نشيد مستمر يرتفع إلى السماء 24 ساعة.
  وفي كل زاوية وركن .. هناك من ينوي .. لأن كل أعمال المسلم تبدأ بالنية فهي أول الأوليات .. جاء بها الاسلام .. قال عليه الصلاة والسلام : «إنما الأعمال بالنيات». وقس على ذلك فرائض وسنن الإسلام. أما إذا رصدنا عظائم الإنجاز المحمدي .. فنذكر الحقيقة الخالدة في سورة النصر .. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا .. الملايين التي تدخل في الإسلام في كل جيل شيء يبهر العقول .. وإليك مثالا : لقد اكتسح التتار دار الخلافة الإسلامية بغداد واستولوا على العراق والشام .. وخلال سنوات معدودة كان الإسلام قد تسلل إليهم، ثم تغلغل فيهم وانتشر حتى صاروا ضمن أمة الإسلام.
  الجبروت التتاري ذاب أمام هذا الدين .. فأصبحوا جزءا من النسيج الإسلامي ، رغم أنهم لم يتخلصوا نهائيا من قانونهم .. ورغم ضعف الدول الإسلامية.
  قال السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء: إنه في سنة 661هـ وبعدها تواتر مجيء جماعة من التتار مسلمين مستأمنين إلى مصر فأعطوا (بضم الألف) أخبازا وأرزاقا فكان ذلك مبدأ كفاية شرهم، وفي سنة 663هـ هلك طاغية التتار هولاكو وملك بعده ابنه أبغا . وفي سنة 693هـ دخل في الإسلام قازان بن أروح بن أبغا بن هولاكو ملك التتار وفرح الناس بذلك وفشا الإسلام في جيشه وفي 708هـ أظهر ملك التتار الرفض في بلاده وأمر الخطباء ألا يذكروا في الخطبة إلا علي بن أبي طالب وولديه وآل البيت. ولما مات تولى ابنه أبو سعيد (لاحظوا بداية استعمال أسماء عربية) فأمر بالعدل وأقام السنة والترضي عن الشيخين ثم عثمان ثم علي وسكن كثير من الفتن وكان هذا من خير ملوك التتار .
  لقد دخل أفواج التتار في دين الله والإسلام ضعيف .. وهناك قصة مثلها في غاية الغرابة نقلها الأستاذ عبد الرحمن عزام في كتابه «الرسالة الخالدة» .. قال : لقد دخل في الإسلام نصارى في إسبانيا بعد سقوط آخر معقل في الأندلس .. وكان دخولهم والمسلمون يقتلون ويعذبون ويهجرون .. وكان هؤلاء المسلمون الجدد في جملة من هاجر إلى المغرب هربا من اضطهاد ملوك أوروبا.
  شعر نابض:
  لا تعجبن لحسود راح ينكرها
  تجاهلا وهو عين الحاذق الفهم
  قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
  وينكر الفم طعم الماء من سقم

• عبد الله عمر خياط

• عكاظ