يتساءل الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي عما سوف نفعل عندما نصدر آخر برميل للنفط في بلادنا؟
ويجيب قائلا: سوف نحتفل بذلك اليوم؛ لأننا نكون حينها قد حققنا تنوعا كاملا للاقتصاد الوطني.. وقبل ذلك التاريخ بوقت طويل.
من يصدق بأن هذا الاقتصاد (الإماراتي) الذي كان يعتمد على النفط بنسبة ٩٥% قد قلب المعادلات الاقتصادية التي كان ينظر لها كمسلمات، وأصبحت نسبة النفط في الاقتصاد لا تتجاوز ٣٠% فقط!!
ليس هذا فحسب، بل إن الإمارات قد أعلنت رسميا بأن عام ٢٠٢١م سيكون هدفا لتحرير الاقتصاد من النفط، ولتكون مساهمته لا تتجاوز ٥% فقط، وهي حكاية اقتصادية أقرب ما تكون إلى الخرافة في مجتمع كانت اقتصادياته قبل النفط تقوم على المراكب الشراعية.
اليوم، تراجعت أهمية الشركات النفطية في الاقتصاد الدولي، فأكبر عشر شركات عالمية ليس بينها سوى شركة نفطية واحدة، ومن بين أكبر ٥٠٠ شركة عالمية لا تزيد حصته الشركات النفطية على ٨% فقط، وهو مؤشر هام بعد أن كانت متربعة على هرم شركات العالم.
العالم يتغير من حولنا بسرعة فائقة، وتعاد هندسته اقتصاديا بأسرع مما نتوقع، ولا مكان فيه للمترددين أو المتخلفين.
ولأننا ــ قطعا ــ سوف نندم على هذه الفرص التي فاتتنا الواحدة تلو الأخرى، هل يستطيع وزير اقتصادنا ــ وهو رجل تخطيط ومال ــ أن يعطينا رقما واحدا فقط عما سنكون عليه اقتصاديا ولو بعد عشرين عاما؟.
عيسى الحليان
عكاظ