قضينا على القاعدة و بقي الارهاب

في ثلاثة اجزاء عرضت العربية مشكورة برنامجا تسجيليا وثائقيا (كيف واجهت السعودية القاعدة)..
البرنامج واضح فيه الرصد والجهد ودقة المعلومات.. وايضا واضح فيه حجم الخسائر البشرية التي خسرناها سواء من رجال الأمن الصالحين ممن قدموا ارواحهم فداء للوطن وللمواطن رحمهم الله.. وايضا هؤلاء الارهابيون يمثلون خسارة بشرية للوطن فهم مواطنون سعوديون خسرناهم بفكرهم المنحرف وتحولوا الى اعداء وخصوم لنا فيما كنا نستعد لانخراطهم في البرنامج التنموي الوطني..
لا اريد أن أقف عند ملاحظات فنية او إخراج او معالجة للموضوع فليس وقته الآن من وجهة نظري.. لقناعتي أن البرنامج يمثل جهدا يستحق التقدير مع العلم أن النقد يأتي في واقع الأمر جزءا من التقدير وتوقع الأفضل.. وإن كنت اجد أن من علامات قوة البرنامج عفوية الالقاء عند العسكريين الميدانيين وتوضيحهم لبعض المواقف التي واجهوها اثناء عمليات المداهمة لهؤلاء الاشرار ما جعل خطابهم يصل لشريحة كبيرة من الشباب والفتيات ما زاد من كراهيتهم لهؤلاء المجرمين خاصة وأنه أظهر جبن هؤلاء المجرمين المنحرفين فكريا وعدم التزامهم بثوابت الدين، ففي المواجهة مع رجال الأمن وحين يشتد عليهم الحصار والقتال ينتحرون بتفجير جماعي لأجسادهم..
البرنامج بما احتواه من معلومات وبدرجة شفافيته وبإتقان ومهارة اخراج المشاهد وحيوية المشاهد عموما وتداخلها مع مراحل حراك القاعدة واساليب مواجهتها وإبراز مخاطرها على امن وسلامة الوطن والمواطن وغير ذلك كثير لقي قبولا عاليا عند المشاهدين..
أكرر لن أقف كثيرا عند ذلك وربما أعود له في مقال لاحق وهو يستحق فالمجهود الذي بذل فيه وله واضح.. لكن سأقف عند جملة قالها أحد رجال الأمن حين قال وبحسرة واضحة إن المؤلم في الموقف لنا كرجال أمن (انهم سعوديون انهم إخوة لنا ومن ابناء وطننا)..
نعم تلك الحقيقة القاسية تجعل من هؤلاء الارهابيين خونة للوطن وخونة للدين وإن تلبسوا بظاهر الدين بثوب قصير أو اطالة لحية لكسب القبول المجتمعي الذي للأسف اعتاد ربط التدين بمظهر الانسان قبل خلقه!
فعلا المؤلم أن هؤلاء الارهابيين قاتلهم الله هم من ابناء الوطن.. سعوديون ينتمون لنا اسما وليس حبا وعطاء يشاركوننا المكان والهواء ثم يخوننا إنهم من قتلنا بأموالنا عندما استغلوا طيبتنا وحبنا للعمل الخيري زاعمين انهم يجمعون المال لصالح فقراء المسلمين أو حفر بئر هناك حيث العطش يقتل المسلم الفقير في آسيا وأفريقيا فيما هم يعملون على تدميرنا وتدمير مناطق قوتنا قتل رجال الأمن وتخريب ثروتنا النفطية..
نعم المؤلم أنهم منا وانهم من اخوتنا وابنائنا وأن بعض من يحرضهم لقتلنا ايضا هم منا هم من البسناهم ثوب الدعاة وعباءة العالم وأعطيناهم ابناءنا ليعلموهم..
بعض ابناء الوطن هو من يسكب لهم حليب الارهاب ويغرقهم في منابع الارهاب بخطاب يحرك غرائز الشباب وكأن الجنة بنعيمها لا جمال ولا نعيم فيها الا الحور العين..
وللأسف هؤلاء مازالوا يقيمون بيننا، مازالوا يمارسون دورهم الاجرامي في حقن عقول ابنائنا بجراثيم فكرهم.. مازالوا ينفثون سموم التحريض والفتنة بيننا وإن تغيرت لغتهم وتغير خطابهم الا انهم دعاة فتنة يعززون ثقافة الكراهية والموت في عقول ابنائنا

هيا عبد العزيز المنيع
جريدة الرياض