انتقد مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج الواقع المروري في المملكة، مشيراً إلى أنه لم يلمس تغييراً منذ اجتماعه بمديري إدارات المرور العام الماضي، وأكد وجوب إحداث تغيير، وهو أمر ليس صعباً.
كما نقل المحرج تحيات وتقدير سمو ولي العهد بالإنجاز الأمني الذي سجلته شرطة المنطقة الشرقية في القبض على اثنين من أخطر الإرهابيين والمطلوبين أمنياً.
وفي رده على سؤال "سبق" عن تفعيل الشراكة المجتمعية في الجانب المروري بإتاحة تسجيل الحوادث والمخالفات عبر تطبيقات الأجهزة الذكية قال: "نحن نعمل الآن على برامج تقنية واعدة، ونسأل الله أن تتم، بحيث نفعّل دور المجتمع بحيث يصور المواطن المخالفات المرورية ويوثقها برقم اللوحات المرورية ويرسلها لعمليات المرور".
وأشار إلى أن ذلك يعد من النقلات التي تسعى وزارة الداخلية لتحقيقها بالإضافة إلى تصوير وتوثيق الحوادث المرورية التي لا يكون بها مصابون وقال: "بدلاً من إغلاق الطريق وإرباك السير يصور الحادث ويوثق ويرسل لعمليات المرور أو شركة (نجم) التي تعالج الحوادث التي ليس فيها مرور وبها تأمين".
وبخصوص تعميم توفير الرصد الآلي للسرعة في المناطق ومن ضمنها جازان قال: "لدى وزارة الداخلية بإذن الله خطة لما يخص ضبط السلامة المرورية المطور وما كان سابقاً بـ"ساهر" على مستوى مناطق المملكة".
وعن استحداث أنظمة جديدة بعد تغير "ساهر" وانضمامه إلى وزارة الداخلية أكد الفريق المحرج لـ"سبق" أن البرنامج له نظام وأصبح شركة وطنية وليس قطاعاً خاصاً، وسيكون "ساهر" بعد تطويره من الوطن وإلى الوطن".
وقال الفريق المحرج إنه سيتم دعم المرور بإذن الله من الدورات القادمة في المدن الكبرى خاصة الرياض ومكة المكرمة.
وفي تصريحات صحفية نوّه مدير الأمن العام بأن الاجتماع الثاني اليوم بمقر الأمن العام بالرياض لمديري إدارات مرور المملكة تم بتوجيه من سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بهدف مناقشة الواقع المروري والوقوف على الكثير من السلبيات وتقييم العمل لرفع مستوى الأداء المروري في الإدارة العامة للمرور.
وعن أبرز الأمور التي ناقشها الاجتماع الثاني لمديري المرور أوضح الفريق المحرج: "ركز الاجتماع على ثلاثة محاور: أولاً جميع ما يخص السير والسلبيات والتجاوزات لأنظمة المرور، وثانياً: معالجة ما يخص الحوادث المرورية في التأخر في مباشرة الحوادث أو إطالة مدد الإجراءات للحوادث المرورية، وثالثاً: السلامة المرورية وتفعيل دور وإدارة المرور فيما يخص السلامة المرورية، ويخص الأمانات والبلديات ووزارة النقل وغيرها.
وأكد على دور الإعلاميين فيما يتعلق بالتوعية المرورية لكون المرور هو هم الجميع وقال: "أطالب الإعلام أن يسندنا.. واقعنا المروري غير مرض، وارتفاع معدلات نسبة الحوادث في المملكة أصبح هاجساً وهم القيادة الرشيدة، خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده".
وزاد: "واقعنا المروري يحتاج إلى تضافر الجهود مع شركاء رجال المرور من الجهات الحكومية والقطاع الخاص أو المجتمع بجميع فئاته وشرائحه".
وعن التزام السعودي بأنظمة المرور في الخارج وتساهله في ذلك داخل الوطن، وهل لعدم الحزم في تطبيق الأنظمة المرورية دور فنتج عنه ازدياد معدلات الحوادث، قال: "قد يكون ذلك من الأسباب، لكن من الأسباب أيضاً تربية أبنائنا وثقافتهم، ومستوى العمر له دور، فالصغار غالباً هم من يخالفون أو يسرعون والمواطن عندما يكون في بلده فهذا يعطيه شعور بالأمان".
وأشار إلى أن مخالفي النظام أبناؤنا، ويجب أن ننبههم ونعاقب من يتجاوز النظام.
وبخصوص وضع مقياس لأداء مستوى المرور قال المحرج: "الصراحة والوضوح مطلب، وقد خاطبت زملائي في قيادات المرور منذ العام الماضي، وإلى الآن لم نلمس تغييراً في واقعنا المروري، فليس عيباً أن ننتقد أنفسنا ونعترف بسلبياتنا لنطور من أدائها وعملها ".
وعن التعامل مع المخالفين لأنظمة المرور من الوافدين، أكد أن ذلك سيتم من خلال الحملات التوعوية والإعلامية بلغاتهم، بالإضافة إلى الحزم في تطبيق الأنظمة والتعليمات، "وإذا لم يكن هناك حزم فلن يحترم نظام المرور المواطن أو المقيم".
وكان مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج قد ألقى اليوم كلمة في ملتقى قيادات المرور الذي نظمته الإدارة العامة للمرور في مقر الأمن العام بحضور مدير عام الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالله بن حسن جمعان الزهراني، و13 من مديري إدارات المرور في مناطق المملكة؛ رحب في مستهلها بالحضور متأملاً الخروج بتوصيات ترفع من مستوى الأداء المروري وتطور مهنية رجال المرور.
وخاطب المحرج قيادات المرور: "أنقل لكم تحيات صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وهو يؤمل خيراً في اجتماعكم هذا، وأن يحدث نقلة نوعية في أداء الإدارة العامة للمرور في جميع مناطق المملكة".
وقال: "أبارك لكم مباركة وتثمين صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف على النجاح الذي حققته شرطة المنطقة الشرقية ممثلة في إدارة التحريات والبحث الجنائي، حيث وفِّقوا في يومين متتاليين في القبض على اثنين من أخطر الإرهابيين المطلوبين في قضايا أمنية، وقد تلقيت منذ يومين إشادة سموه بالانضباطية والمهنية التي تحققت في هذا الإنجاز الأمني".
وأكد مدير الأمن العام أن ثناء الأمير محمد بن نايف هو وسام على صدورنا ويضاعف مسؤوليتنا ومهمتنا لأن نكون في مستوى تطلعات قيادتنا وشعبنا .
وزاد:" بالنسبة للمرور وهمومه فلدي العديد من الملاحظات وسوف أطرحها بشفافية في جلسة مغلقة، ومشكلة المرور هي حديث المجتمع، وحوادث المرور أصبحت القاتل الأول في بلدنا وظاهرة مزعجة ومقلقة"، مشيراً إلى أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الإدارة العامة للمرور، ودعا في هذا الصدد لمراقبة الله والإخلاص ومضاعفة الجهود وإنكار الذات ووضع تطلعات ولاة الأمر وآمال المجتمع نصب أعينهم .
وجزم الفريق المحرج بأن واقع المرور سيتغير بإذن الله في حال استشعار رجال الأمن هذه المعاني، وانتقد بصراحة وشفافية الواقع المروري، مشيراً في هذا الصدد بأنه لم يتغير شيء من الاجتماع العام الماضي، وطالب بالتغيير قائلاً: "لا بد أن يتغير شيء وهذا ليس صعباً.. كل المجالات الأمنية تغير فيها شيء".
وأشاد في هذا الخصوص بقيادة الأمير محمد بن نايف لملف الإرهاب حتى أصبحت السعودية الدولة الأولى عالمياً في مكافحته.
ولفت الفريق المحرج إلى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق جهاز المرور مع توسع المدن وازدياد أعداد السيارات، معرباً عن سعادته بهذا الملتقى المروري، وما يثمر عنه من توصيات ومقترحات ستحقق نقلات نوعية للمرور.
وحدد مدير الأمن العام المشكلات المرورية في السير والحوادث وما تسببه من عرقلة إرباك الحركة المرورية في الشوارع داعياً إلى استغلال التقنية التي هيأتها الدولة ويشرف عليها الأمير محمد بن نايف.
وأشار إلى أنه سوف يستمر الرصد للتغيرات التي سينفذها المرور قريباً وطالب برفع الحس والوعي المروري لدى الجميع .
وألمح في هذا الأمر إلى مشاريع إدارة المرور الجديدة والواعدة في صرف وتجديد الرخص والاستمارات وإشراك المجتمع في تصوير الحوادث أو المخالفات المرورية ونقلها لعمليات المرور.
وشدد مدير عام الإدارة العامة للمرور اللواء عبدالله بن حسن جمعان الزهراني، على أن اجتماع مديري إدارت المرور في كافة مناطق المملكة اليوم للسعي في تنفيذ كل ما يحقق نجاح العمل المروري، خاصة تحقيق انتشار ميداني مثالي عصبه الأساس الضابط والفرد والمركبة والدراجة المستخدمة في أعمال المرور .
من جهته أشار الإعلامي صلاح الغيدان مقدم البرنامج التلفزيوني في الحملة التوعوية "يعطيك خيرها" خلال كلمته إلى أن الهم المروري قد ينسى قياداته وأفراده النقاط الإيجابية فيه، وأشار إلى وجود بعض الخلل وقلة التواصل مع بعض الأجهزة المرورية في مناطق الشرق والغرب .
وأكد الغيدان على أهمية شراكة التعليم مع المرور، مشيراً في هذا الإطار إلى التجربة المزمع تطبيقها بين الإدارة العامة للمرور وجامعة الإمام محمد بن سعود، وقال: "يجب أن تعقد صلات وصداقات وشراكات حقيقية بين قيادات المرور والتعليم في مختلف مناطق ومحافظات المملكة".
واستعرض الإعلامي الغيدان الأرقام الدامية للحوادث المرورية، مشيراً إلى أن 30% من المصابين في المستشفيات هم من ضحايا حوادث المرور و80 % من الإعاقات الحركية المسجلة نتيجة الحوادث المرورية و72% من الحوادث المرورية هم في ريعان الشباب، و40 ألف مصاب سنوياً و20 حالة وفاة يومياً، و 1400 حادث مروري و50 معاقاً جديداً يومياً.
وقبل الجلسة المغلقة بين مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج ومديري إدارات المرور جرى تكريم الإعلامي صلاح الغيدان بدرع تذكارية من قبل الفريق المحرج؛ تقديراً لجهوده الإعلامية في التوعية المرورية .
نقلا عن صحيفة سبق