لم يتابع الشعب السعودي وحده الأوامر الملكية الأخيرة فحسب وإنما شهد الجميع كيف ضجَّ موقع التواصل الاجتماعي العالمي تويتر ولم تشغل الأوامر العالم بقدر ردة فعل الشعب وتعاطيه معها في كل مرة يثبت هذا الشعب الوفي كيف يكون الشعب قلباً وقالباًً مع قيادته وولاة أمره!
لكل الشعوب أحلامها التي تغرد كل يوم، حين تشرق الشمس تنهض أعمالهم بأحلامهم، يخطون مع كل لحظة خطواتٍ إلى أهدافهم. والمجتمع السعودي عاش خلال السنوات الماضية أحلامه العريضة؛ نقرأ تلك الأحلام من خلال "النكتة" التي يتفنن في نحتها ونقشها المجتمع واضعاً تصرفاته وهمومه موضع السخرية، والشعوب التي لا تحلم تموت.
من حسن حظّ هذا الشعب الوفي أن طموحاته التي تطارده يقظةً ونوماً بقيت في إطار الولاء لقيادته، وشهد العالم كيف أنّ ذلك الشعب أبهر العالم وأصاب من أصابهم بمقتل حيث لم يستجب لسيلٍ من التحريض للخروج وركوب موجات "الثورات" التي لم تكن يوماً متفقةً والنسيج الاجتماعي السعودي الذي لم يبن كيانه على أساسٍ غامض أو دكتاتوريات سياسية جاءت عن طريق الانقلابات العسكرية، بل تكوّن نظامه من خلال بيعة القبائل لأسرةٍ مُنحت من قبل الشعب تفويضاً بالحكم.
خلال العقود الماضية ارتبطت الحركات الأيديولوجية الحركية بتوظيف الطموحات الاجتماعية المتاحة حكومياً ورسمياً من أجل ترويج المشروعات السياسية التي تستهدف هزّ أمن واستقرار الوطن والتي غالباً ما تكون منساقة وراء دعمٍ خارجي قريب أو بعيد.
لذلك كان من أجمل ما سُجِّل لهذا الشعب ما تداوله المغردون في تغريدات ورسائل الواتساب يذكرون فيها الجميع بالانتباه والحذر من دعاة السياسة والفتنة الذين سيستغلون هذا الحدث في محاولة لتأليب المجتمع أو التمهيد للتجييش الشعبي بما لا يضيف للمجتمع إلا الضرر الصريح والابتعاد عن تناول وتداول الشائعات ودفنها في مهدها!
الاستقرار والتنمية المستدامة والرؤى الاقتصادية هي الأهم بالنسبة لأي دولة لا تتحقق بمعادلة من طرف واحد؛ والمجتمعات تنمو بالخطط البعيدة المدى والتنفيذ، والوعي الاجتماعي هو صمام تحقّقها على الوجه الأمثل.
بينة الملحم
جريدة الرياض
الوطنية والأوامر الملكية في عيون الشعب السعودي !
العرض الشجري