ناقش مجلس الشورى مشروع استراتيجية الأعلاف بالمملكة، وهي استراتيجية تبحث إعادة النظر في السياسة المتبعة لدعم الأعلاف وعدم الاعتماد على الشعير كعلف كامل، وتعتمد الاستراتيجية أيضاً على توفير الأعلاف للثروة الحيوانية زراعة وتنمية، وعلف الحيوانات المجترة كالبقر والأغنام يتكون من نوعين، أولهما عليقة مالئة وتتكون من البرسيم المجفف والأخضر والأعشاب الأخرى، وعليقة مركزة تتكون من الشعير والحبوب والنخالة، والكسب المستخرج من عصر الحبوب الزيتية كالذرة والقطن، والمشكلة أن البرسيم يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه أكثر من التي يحتاجها القمح، والاستمرار في زراعته يستنزف مخزون المياه الجوفية العميقة في المملكة، أما الشعير فثمنه رغم الدعم غال، وللاثنين بدائل كثيرة ورخيصة، فهناك أولاً أعلاف خضراء أو أعشاب مقاومة للجفاف وتحتاج إلى كميات قليلة من المياه مثل عشب البروم Brome Grass الذي جربت زراعته وثبتت قيمته الغذائية في روسيا ودول أخرى، وهذا ما نحتاجه هنا في المملكة، وبكميات أخرى لا معدى من إنشاء معهد لعلوم الصحراء، الأمر الذي اقترحته غير مرة على أن ينشأ في الربع الخالي لتجربة هذا العشب وغيره من الأعشاب التي تتحمل الجفاف، أما الشعير فله بدائل كالذرة الرفيعة والدخن والذي يزرع في جنوب المملكة والنخالة التي تنتجها مصانع الدقيق في المملكة، وهذه كلها يمكن أن تدخل كعناصر في صناعة الأعلاف المركزة، ويمكن أن يضاف إليها الكسب الرخيص الذي يمكن استيراده من مصر، مرة أخرى وبكميات أخرى أن أي استراتيجية لتوفير الأعلاف أو غيرها يجب أن تنطلق من البحث، فأين الأبحاث؟
الاستاذ / عابد خزندار