بعض الشباب بحاجة لمعرفة أن ركوب موجة الموضة في حلق الشوارب واطالة الشعر ونفشه ونكشه ليس بابا مفتوحا على مصراعيه لكل من هب ودب بل له تذكرة لابد من قطعها وهي الوقوف قليلا أمام المرآة لمعاينة الحقيقة قبل اطلاق العنان للصرعات التي ليست بالضرورة أنها تضيف الى صاحبها سحرا وجمالا وانما قد تقلبه الى مسخ يزرع الرعب في نفوس الأطفال والاشمئزاز في نفوس الكبار
أتأمل أحيانا في أشكال ومظاهر بعض الشباب فأتساءل: هل هؤلاء مصابون بالعمى أم أن معايير الأناقة والوسامة والجمال قد انقلبت رأسا على عقب في هذا الزمن المقلوب؟!
و بعض المراهقين اليوم يتجول في الشوارع وكأنه يحمل خروفا على رأسه ويدفعك منظره للتساؤل أي مشط يمكن أن يدخل وسط هذه الكتلة الصوفية ويخرج سالما بكامل أسنانه؟ ولكن السؤال الأهم هو كيف يذهب هؤلاء الى المدارس كل يوم وأين ذهبت تلك القوانين الصارمة التي كانت تلاحق رؤوسنا بالمقصات؟
أخيرا سألت أحد الشباب عن سر مظهره المتصنع لآخر صيحات موضات المظهر رغم كل ما يعانيه من افتقار للوسامة وترهل في منطقة البطن وما تحت الظهر وتصحّر في منطقة الرأس فأجابني ضاحكا حتى أكون «عذابا» للفتيات فقلت له بل أنت « تعذيب» للبشرية .