اكتب معروضاً!
خالد بن عبدالله الحازمي - مكة المكرمة؟
لا تكاد تدخل أي دائرة حكومية إلا ويبادرك الموظف ذو الوجه العبوس بعبارة روح اكتب معروضا ولا أخفيكم أني تعلمت التعبير والكتابة التي لم أتعلمها في المدرسة من كثرة كتابة المعاريض لمن حولي من كبار السن وغيرهم وتساوى الأميون وأصحاب الشهادات العليا في التفنن في صياغة جميل العبارات والاستعطاف والرجاء للحصول على حق من حقوقك وليس للموظف أي فضل في منحه أو منعه.?يخيل لي في بعض الأحيان أننا نعيش في العصور الوسطى وليس القرن الواحد العشرين وعصر الثورة المعلوماتية الذي يجري فيه التحول السريع نحو الحكومات الإلكترونية التي لم يعد فيها وسيط بين أي مواطن عادي بسيط وبين رئيس أكبر جهاز في الحكومة غير رسائل الإيميل التي يمكن تبادلها في لمح البصر، والتي تغني عن كثير من الطرق البدائية.?والمؤسف لا يزال البعض يصر على التعامل بهذه الطرق البالية إلى يومنا هذا والعجز يلاحقنا طالما أن الطرق الحديثة والثورة المعلوماتية معطلة ومشلولة ولن تنتهي مشكلة المعاريض طالما المواطن في حاجة لهذه المعاريض لقضاء حاجته.?وهل أصبح حق المواطن من تعليم وصحة واستخراج هوية وطنية وإضافة زوجة أو أبناء لا بد أن يتم بهذه الطريقة المتخلفة.?واقترح طالما أن الأمر كذلك وليس هناك بصيص أمل للتغير لو أدخلنا بعض المواد إلى مناهجنا مثل مادة فن الواسطة ومادة حب الخشوم ومادة فن كتابة المعاريض طالما أن أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة بالنسبة للمواطن!!
صحيفة المدينه/ العدد(16383)