هل أقول لقد أضاف الملك عبدالله بن عبدالعزيز مرحلة مجد جديدة إلى منجزات ماضية وحاضرة؟.. أبداً.. الإنسان حسب نوعيته، والرجل القيادي حسب نوعية تأهيله.. والتأهيل للقيادي ليست شهادة جامعية أو تزكية معاصرين.. الملك عبدالله منذ وقت مبكر عندما كان ولياً للعهد وهو صاحب مبادرات شخصية تؤكد أن تأهيله القيادي آت من طبيعة تكوين ذاتي متفوق.. قادر على الرؤية البعيدة المدى، وقادر على قراءة الأحداث قبل وصولها.. ولهذا فقد استبق كثيراً من المشاكل التي هددت مجتمعاً راكد الاقتصاد، ومنعطف التعليم إلى الخلف، ويكاد يكون مستسلماً للنمطية التقليدية في كل شيء.. لقد أطلق بنجاح أسس التغيرات الإيجابية الجديدة، وحرك الحياة الاقتصادية وحثها على التفاهم ودفعها نحو رؤية أن تقبل الجديد بإيجابياته ومثالب الركود القائم بسلبياته، فكان الحوار الوطني لغة المجتمع الطموح..
وجعل المختصين عالمياً ومحلياً ليس عبر الأقوال ولكن عبر خطط المشاريع المرصودة فعلاً يتحدثون عن بزوغ بدايات المستقبل الصناعي الاقتصادي الجديد..
وفرق كبير.. كبير جداً، بين واقف في اليوم لأكثر من مرة يحرض على العداوات بين الأديان، أو ناقل عبر الفضائيات وصايا القاعدة في ضرورة نشر الإرهاب والقتل العشوائي على أنه جهاد، أو معتصم بعزلة انفراد لا يرى فيها أي فضائل لآخر يتعامل معه في العلوم والاقتصاديات والطب.. فرق كبير بين كل ذلك وبين رجل دولة موهوب كما سبق أن أشرت.. قدرته القيادية تتخطى به حدود المألوف إلى تطلعات المستقبل وثقافة تآخي الجميع عندما دعا الملك عبدالله إلى حوار الأديان فوصفه الغرب قبل الشرق على أنه صانع تاريخ يمد يد سلام يجب أن يصافحها الآخرون..
هذه الرؤية.. الأفق الأعلى الذي يشع به تنوير الديانات نحو سلام يشمل الجميع هو أبلغ رد على تجاوزات رسم كاريكاتوري أو فيلم موجز لا يزيد على الربع ساعة لكنه جارح ومرفوض.. فالإرهاب الديني الذي نرفضه قبل غيرنا وتضررنا منه أكثر من غيرنا كان هو الذي حرك تلك الإساءات.. والرجل الذي وصفوه بملك الإنسانية يقدم نموذجية تسامح الإسلام ومنحاه النبيل نحو توفير أمن الإنسان وتعاونه نحو الخير العام..
بالفعل **** هو صانع تاريخ
العرض العادي
