معلمات ضاعت حقوقهن !!!!

هنيئاً لموظفي ومتقاعدي الدولة، نعم هنيئاً لهم فهم في أمن وظيفي، والأمن الوظيفي مطلب لا غنى عنه فضلاً عن الزيادة المخصصة في رواتبهم. فعندما تفشى مؤخراً ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة حلت مشكلتهم بشكل عاجل. بينما هناك موظفات يعشن فصول قصة مؤلمة بطلها إدارة التعليم والمدارس الأهلية وضحيتها نحن المعلمات اللاتي لا نقوى على الدفاع عن أبسط حقوقنا إلا بطوفان من الدموع ولم نتعلم استراتيجية قانون (هار فارد) في التفاوض وحل المشكلات. نبتدر سرد معاناتنا متسائلات بأسى لماذا يعاملوننا هكذا؟ هل هذا جزاء المعروف؟ أم لأننا اعتقدنا بأننا نؤدي واجبنا تجاه وطننا أم أنه جزاء صمتنا وطاعتنا العمياء وتحملنا القرارات التعسفية التي تصدر بحقنا؟ فعندما تخرجنا لم يحالفنا الحظ بالعمل في المدارس الحكومية فأخذنا نسير في فضاء واسع ليس له نهاية وفقدنا التفاؤل بالمستقبل. وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. لكن لم نستسلم للفتور والكسل والفراغ والبطالة خشية أن تورثنا هموماً وغموماً وكدراً وأن لا نكون عالة على هذا الوطن ورغبة في تحقيق الحلم المتبخر. فشرعنا في التدريس بالمدارس الأهلية ورضينا بها بالراتب الضئيل ونصاب الحصص التي تصل إلى 24حصة دون تذمر أو استياء ووطنا أنفسنا على غض الطرف عن السلبيات والأخطاء وكنا نعلم اننا لم نأخذ على الدهر عهد ان يكون لنا كل ما نريد في جميع شؤون حياتنا. فبذلنا جهوداً تفوق جهود المعلمات في المدارس الحكومية ولم يطرأ على بالنا ان نصل إلى هذا الحد من الاستغلال الإداري لأوضاعنا من ناحية زيادة التكاليف والأعمال بشكل إجباري لا والأعظم من ذلك ان المدرسة قد تلغي عقودنا متى شاءت، بينما نحن إذا زلغينا هذه العقود صدر في حقنا من قبل إدارة التعليم الحرمان من العمل في هذه المدارس لمدة خمس سنوات وهذا رن دل على شيء فإنما يدل على الظلم والاجحاف بحقوقنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وعدم التقدير من ناحية العمل والمعاملة. ولم يبق بوسعنا، إلا أن نلوم أنفسنا فنحن أخطأنا كثيراً عندما توهمنا أن العمل في المدارس الأهلية في صالحنا ولو بشيء نسبي. لم نستفد إلا اننا علمنا كيف يضحي المجتمع بالناس المخلصين وكيف يغلب على سلوك بعض المسؤولين عدم الشعور بالمسؤولية على الرغم من استجابتنا لكل ما يطلب منا. هل يعقل ان نعامل بهذه الطريقة ونحن من أشعل فتيل أرواحنا لمنح الأجيال وهجاً يضيء سماء الوطن وضربنا أحسن الأمثلة وكنا نبراساً لطالباتنا في الجد والمثابرة والصبر واعددناهن في جميع المراحل حتى استطعن الاعتماد على أنفسهن والاستغناء عن الآخرين.
بقلم عائشة القحطاني