الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى القصص والروايات ساحة القصص الشعبية والروايات الأدبية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-06-08, 04:19 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صفاء

 

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 1161
المشاركات: 1,404 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 361
نقاط التقييم: 10
صفاء is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى القصص والروايات
افتراضي قصة زواج ابنة سعيد بن المسيب

[bor=FFFFFF]هل من معتبر أيها الآباء والأمهات [/bor]

كان لسعيد بن المسيب "عالم المدينة" ابنة على حظ كبير من العلم والجمال، قد تنافس دونها الشباب للزواج منها.

وعلم خليفة من المسلمين في دمشق بذلك وكان يعلم أنه لا يرد له طلب.!فأرسل مبعوثاً إلى سعيد يزف إليه بشرى اختيار ابنته لابنه، وظن الناس أن سعيداً سيسر بهذا الخبر.


ولكن سعيد أطرق ملياً ثم رفض الطلب .. وقال : كيف بي إذا جئت يوم القيامة أمثال الجبال من ذنوب العباد!

ودهش الخليفة لما وصله الخبر فما كان ينتظر هذا الرد !.. وأراد مبعوث الخليفة أن يغريه بالمال والجاه الذي سيئول إليه أمر ولي العهد فكان جواب سعيد إذا كانت الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة فكم يكون ملك أمير المؤمنين في جناح هذه البعوضة؟

وعاد سعيد إلى طلابه بمسجد المدينة ولاحظ ذات يوم غياب "عبد الله بن وداعة" أحد تلاميذه وعلم أن زوجته توفيت وأنه لن يبن بغيرها لضيق ذات يده ، ولما جاء عبد الله بن وداعة قال له سعيد لقد اخترتك زوجاً لأبنتي.!

وبين دهشة عبد الله و الحاضرين تم عقد زواجه! وانصرف الفتى إلى داره يفكر في إعداد لوازم العرس ، فسمع طرقا بالباب وذهب يفتح ، وكم كانت دهشته إذ وجد سعيد بالباب فسلم عليه وانزاح قليلاً فإذا ابنته واقفة خلفه كفلقة القمر ! قال : " يا ابنتي هذا زوجك ، ودفعها إلى داخل الحجرة وانصرف..! بعد أن دعا لهما بالتوفيق والفلاح ..!

ووقفت الفتاة مغشياً عليها من الحياء والخجل..! وصعد عبد الله إلى سطح داره يطلب المشورة من جيرانه فقد جاءه سعيد بالعروس ، وليس عنده شئ..! فتوافدت النساء يحملن الهدايا والسمن والعسل والدقيق حتى امتلأ البيت بالخيرات.

قال عبد الله: ثم دخلت بها فإذا بها من أجمل النساء ، وأرجحهن عقلاً ، وأكثرهن علماً فلقد أردت بعد ذلك أن أذهب إلى درس أبيها ، فقالت لي : " إلى أين أنت ذاهب ؟ " قلت :" إلى درس أبيك " قالت : " أجلس هنا أعلمك علم سعيد...!!"















عرض البوم صور صفاء   رد مع اقتباس
قديم 18-06-08, 04:28 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صفاء

 

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 1161
المشاركات: 1,404 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 361
نقاط التقييم: 10
صفاء is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : صفاء المنتدى : منتدى القصص والروايات
افتراضي رد: قصة زواج ابنة سعيد بن المسيب

[bor=FF3333]في الحلية لأبي نعيم (2/167و168)[/bor]

حدثنا عمر بن أحمد ابن عثمان قال : حدثنا عبدالله سليمان بن الاشعب قال : حدثنا أحمد بن حرملة عن ابن وهب قال : حدثنا عمي عبدالله بن وهب عن عطاف بن خالد عن ابن حرملة من ابن أبي وداعة قال :
كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياماً ، فلما جئته قال : أين كنت ؟!
قال : توفيت أهلي فاشتغلت بها .
فقال : ألا أخبرتنا فشهدناها ؟
قال : ثم أردت أن أقوم ، فقال : هل استحدثت امرأة ؟
فقلت : يرحمك الله ، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة ؟!
فقال : أنا .
فقلت : أوتفعل ؟
قال : نعم .
ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين ـ أو قال : ثلاثة ـ قال : فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح ، فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن استدين ، فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي ، واسترحت ، وكنت وحدي صائماً فقدمت عشائي أفطر كان خبزاً وزيتاً ، فإذا بآت يقرع ،
فقلت : من هذا ؟
قال : سعيد .
قال : فأفكرت في كل انسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد ، فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب ، فظنت أنه قد بدا له فقلت : يا أبا محمد ، ألا أرسلت إلي فآتيك ؟!
قال : لأنت أحق أن تؤتى .
قال : قلت : فما تأمر ؟
قال : إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك .
فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ، ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء ، فاستوثقت من الباب ثم قدمتها إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت إلى السطح ، فرميت الجيران ، فجاؤوني ، فقالوا : ما شأنك ؟
قلت : ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة ؟
فقالوا : سعيد بن المسيب زوجك ؟
قلت : نعم ، وها هي في الدار .
قال : فنزلوا هم إليها وبلغ أمي فجاءت ، وقالت : وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاية أيام .
قال : فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها ، فإذا هي من أجمل الناس ، وإذا هي أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرفهم بحق الزوج . قال : فمكثت شهراً لا يأتيني سعيد ولا آتيه ، فلما كان قرب الشهر أتيت سعيداً وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس ، فلما لم يبق غيري ، قال : ما حال ذلك الإنسان ؟ قلت : خيراً يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو . قال : إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم .
قال عبدالله بن سليمان : وكانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبدالملك بن مروان لابنه الوليد بن عبدالملك حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبدالملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف .
قال عبدالله : وابن أبي وداعة هذا هو كثير بن المطلب بن أبي وداعة . أ هـ

الحلية لأبي نعيم (2/167ـ 168 )















عرض البوم صور صفاء   رد مع اقتباس
قديم 18-06-08, 10:15 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صفاء

 

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 1161
المشاركات: 1,404 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 361
نقاط التقييم: 10
صفاء is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : صفاء المنتدى : منتدى القصص والروايات
افتراضي رد: قصة زواج ابنة سعيد بن المسيب

[bor=6666CC][bor=FF0000]زواج الأكابر[/bor] [/bor]
----------------------------------------------------

منقول بتصرف فى العنوان و المضمون من موقع طريق الإسلام.

زواجٌ سعيدٌ
زواج على درهمين!
إن اليسر في الزواج والسعادة مقترنان، والعسر في الزواج والشقاء مقترنان أيضاً!

وهاهي قصة سعيد بن المسيب مع تلميذه أبو وداعة
قصةٌ مثيرةٌ تكاد لا تصدق
حدثت في أواخر القرن الأول الهجري، وهو عصر التابعين.
توضح لنا كيف كان حال الأولين من السلف الصالح رضوان الله عليهم، وكيف فهموا الزواج.
هذه القصة هي محور هذه المقالة، ولها معانٍ وأبعاد كثيرة.
وهذه القصة الرائعة التي حدثت في القرون الخيِّرة من سلف هذه الأمة، أقدمها هدية إلى كل أب يحب ابنته ويسعى لخيرها وإسعادها.

أولاً أسألك أيها القارئ الكريم:
مَن هذا الذي يمتنع على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، ويستكبر عن المثول بين يديه وحضور مجلسه، وقد دانت له الدنيا، وخضعت لهيبته ملوك الروم؟
بل من ذاك الذي خطب أمير المؤمنين ابنته لابنه الوليد، فأبى أن يزوجها منه.
أبى أن يزوجها من الوليد بن عبد الملك ولي عهد المسلمين، وابن أمير المؤمنين الذي بنى الجامع الأموي أيًعقَل هذا؟
نعم إنه التابعي الجليل سعيد بن المسيب.
الذي كانت تحت ولايته بنتاً يبدو أنها في أعلى مستوى من الدين والجمال والحسب، حتى خطبها أمير المؤمنين لولده الوليد.
وهل كان يروم سعيدٌ لابنته زوجاً أسمى من ولي عهد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين من بعده؟
إذا كان قد ضَنَّ بابنته على ولي عهد أمير المؤمنين، فهل وجد لها الكفء الذي يليق بها؟ أم أنه حال دونها ودون الزواج كما يفعل بعض الناس، وتركها قعيدة البيت؟
الجواب: لا. فقد تزوجتْ أبو وداعة.
ومن هو أبو وداعة هذا؟
إنه كثير بن المطلب بن أبي وداعة، أبو سعيد القرشي المكي، التلميذ الفقير الأرمل في حلقة العلم عند التابعي الجليل سعيد بن المسيب.

ولندع لجار أبي وداعة البيت بالبيت يروي لنا هذه القصةٌ الطريفة كما رواها له أبو وداعة بنفسه.
قال الرجل: "حدثني أبو وداعة قال: "كنت كما تعلم ألازم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم طلباً للعلم، وكنتُ أداوم على حلقة سعيد بن المسيب، وأزاحم الناس عليها بالمناكب، فتغيَّبتُ عن حلقة الشيخ أياماً، فتفقدني، وظنَّ أن بي مرضاً أو عرض لي عارض".
فسأل عني من حوله فلم يجد عند أحدٍ منهم خبراً، فلما عدتُ إليه بعد أيامٍ حيَّاني، وقال: أين كنت يا أبا وداعة؟
قلت: واللهِ يا سيدي توفيتْ زوجتي فاشتغلتُ بأمرها.
قال: هلا أخبرتنا يا أبا وداعة فنواسيَك، ونشهدَ جنازتها معك، ونعينَك على ما أنت فيه؟
قلت: جزاك الله خيراً، وهممتُ أن أقوم فاسْتَبْقَانِي، وقال لي: اجلس، فجلستُ حتى انصرف جميع مَن في المجلس، ثم قال لي: أما فكّرتَ في استحداث زوجةٍ لك يا أبا وداعة؟
قلت: يرحمك الله، ومَن يزوِّجني ابنتَه، وأنا شابٌ نشأ يتيماً، وعاش فقيراً، فأنا لا أملك غيرَ درهمين أو ثلاثة دراهم.
فقال: أنا أزوِّجك ابنتي.
فانعقدَ لساني وقلت: أنتَ، أتزوِّجني ابنتك بعد أن عرفت من أمري ما عرفت؟
قال: نعم.

أيها الأفاضل هذا هو الإيمان.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ» [من سنن الترمذي].

قال: نعم. فنحن إذا جاءنا من نرضى دينه وخلقه زوَّجناه، وأنت عندي مرضيُّ الدين والخلق. ثم التفتَ إلى مَن كان قريباً منا، وناداهم، فلما أقبلوا عليه، وصاروا عنده، حمد الله عز وجل، وأثنى عليه، وصلى على نبيه محمد صلوات الله عليه، وعَقَد لي على ابنته، وجعل مهرها درهمين اثنين.
فقمت وأنا لا أدري ما أقول من الدهشة والفرح.
بهذه البساطة تم عقد أبي وداعة على بنت سعيد بن المسيب؟ نعم بهذه البساطة.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُمْنُ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا وَتَيْسِيرُ صَدَاقِهَا» [رواه أحمد].
وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُؤْنَةً» [رواه أحمد].
هذا هو زواجٌ سعيدٌ على طريقة سعيدٍ بن المسيب رحمه الله التي هي هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

ثم يكمل أبا وداعة سرد قصة زواجه العجيبة
ثم قصدت بيتي، وكنت يومئذٍ صائماً، فنسيتُ صومي، وجعلت أقول: ويحك يا أبا وداعة، ما لذي صنعته بنفسك؟ ممّن تستدين، ممّن تطلب المال؟

وهنا أقول لكل شابٍ ولكل ولي أمر: هناك حديث إن قرأته اقشعر جلدك. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ» [رواه الترمذي].

وظللت على حالي تلك حتى أذَّن المغرب، فأدَّيتُ المكتوبة، وجلستُ إلى فطوري، وكانت خبزاً وزيتاً، فما إن تناولتُ منه لقمةً أو لقمتين حتى سمعت الباب يُقرَع، فقلت: من الطارق؟
قال: سعيد.
قال: فوللهِ لقد مرّ بخاطري كلُّ إنسانٍ اسمه سعيد أعرفه إلا سعيدَ بن المسيب. استعرض كلَّ إنسان، لكن لم يخطر في باله إطلاقاً أن يكون الطارق سعيد بن المسيب، ذلك لأنه لم يرَه منذ أربعين سنةً إلا بين بيته والمسجد. فتحتُ البابَ فإذا بي أمام سعيد بن المسيِّب، فظننتُ أنه قد بدا له من أمر زواجي من ابنته شيء أي لعله ندم أو حدثتْ مشكلة ما فقلت له: أبا محمد، هلاّ أرسلتَ إليّ فأتيتك!
قال له: بل أنت أحق أن آتي إليك اليوم.
قلت: تفضل عليّ.
قال: كلا إنما جئت لأمر.
قلت: وما هو يرحمك الله؟
قال: إن ابنتي أصبحت زوجةً لك بشرع الله منذ الغداة، وأنا أعلم أنه ليس معك أحدٌ يؤنس وحشتَك، فكرهتُ أن تبيت أنت في مكانٍ وزوجتك في مكان آخر، فجئتك بها.

سعيد كره أن يبقى زوجُ ابنته ليلةً وحده من دون زوجته، ومَن؟ سعيد بن المسيب؟ ومَن خطبها؟ ابن أمير المؤمنين؟ لمَن زوجها؟ لأحد تلامذته الفقراء.

فقلت: ويحي جئتني بها. لم يكن مستعدًا.
قال: نعم.
فنظرت فإذا هي قائمةٌ بطولها، فالتفتَ إليها، وقال: ادخلي إلى بيت زوجكِ يا بنيَّتي، على اسم الله وبركته، فلما أرادت أن تخطو تعثرت بملاءتها من الحياء حتى كادت تسقط على الأرض، أمّا أنا فقد وقفتُ أمامها مشدوهاً، لا أدري ماذا أقول غير معقول هذا الشيء! ثم إني بادرتُ فسبقتها إلى القصعة التي فيها الخبز والزيت، فنحَّيتُها من ضوء السراج حتى لا تراها خبزة وزيت، لا يوجد غيرها، وهو يتعشى ثم صعدتُ إلى السطح وناديتُ الجيران فأقبلوا عليَّ وقالوا: ما شأنك؟
فقلت: عقَدَ لي سعيدُ بن المسيب على ابنته اليوم في المسجد، وقد جاءني بها الآن على غفلة، فتعالوا آنسوها، حتى أدعوَ أمي فهي بعيدة عن هذه الدار.
فقالت عجوزٌ منهن: ويحَكَ أتدري ما تقول؟ أزوَّجك سعيد بن المسيب ابنته، وحملها لك إلى البيت بنفسه، وهو الذي ضنَّ بها على الوليد بن عبد الملك؟
فقلت: نعم، وها هي ذي عندي في بيتي، فهلموا إليها وانظروا، فتوجّه الجيران إلى البيت، وهم لا يكادون يصدقونني، ورحّبوا بها، وآنسوا وحشتها.

وما هو إلا قليل حتى جاءت أمي، فلما رأتها التفتتْ إليّ، وقالت: وجهي من وجهك حرام إن لم تتركها لي حتى أصلح شأنها، ليس هذا معقولاً، نعتني بها، ونُلبِسها ثم أزُفُّها إليك كما تُزَفُّ كرائمُ النساء.

فقلت: أنتِ وما تريدين.
فضمَّتْها إليها ثلاثة أيام، ثم زفَّتْها إليَّ، فإذا هي من أبهى نساء المدينة جمالاً، وأحفظ الناس لكتاب الله عز وجل، وأرواهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعرف النساء بحقوق الزوج.

حافظةٌ لكتاب الله، حافظةٌ لسنة رسول الله، تعلم حقوق الزوج، وفوق كل هذا فهي جميلة.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» [رواه مسلم].

فمكثتُ معها أياماً لا يزورني أبوها أو أحدٌ من أهلي، ثم إنّي أتيت حلقة الشيخ في المسجد فسلَّمتُ عليه، فردَّ علي السلام ولم يكلمني أي لكيلا يحرجني فلما انفضّ المسجد ولم يبقَ غيري قال: ما حال زوجتك يا أبا وداعة؟ كيف زوجتك؟
قلت: هي على ما يحبُ الصَّديقُ ويكرهُ العدوُّ.
قال: الحمد لله.
فلما عدتُ إلى بيتي وجدته قد وجَّه إلينا مبلغاً وفيراً من المال، لنستعين به على حياتنا.

وحق للقارئ الفاضل أن يقول: عجيبٌ أمرُ هذا الرجل!
وما وجهُ العجب يا أيها الفاضل؟
إنه امرؤٌ جعلَ دنياه مطيةٌ لأخراه، واشترى لنفسه ولأهله الباقية بالفانية، فوالله إنه ما ضنَّ على ابن أمير المؤمنين بابنته، ولا رآه غير كفءٍ لها، وإنما خاف عليها فتنة الدنيا.
ولقد سأله بعض أصحابه فقال: أتردّ خطبة أمير المؤمنين، وتزوِّج ابنتك من رجلٍ من عامة المسلمين؟

اسمعوا جواب سعيد بن المسيب، وهو كلام دقيقٌ جداً.
فقال: إنّ ابنتي أمانةٌ في عنقي، وقد تحرَّيتُ فيما صنعتُه لها صلاح أمرها.
قيل له: وكيف؟ الرجلُ معه درهمان فقط، وطعامه خبزة وزيت، وبيته كوخ، وخطبها ابن الخليفة، هنا أحسن لها!.
فقال: ما ظنكم بها إذا انتقلت إلى قصور بني أمية، وتقلَّبت بين رياشها وأثاثها، وقام الخدم والحشم والجواري بين يديها، وعن يمينها وعن شمالها، ثم وجدتْ نفسها بعد ذلك زوجة الخليفة بعد ما يتولى الحكم أين يصبح دينها عندئذٍ؟



لنتعرّف أكثر على والد العروس سعيد بن المسيب.
إنه أبو محمد القرشي المخزومي، سيد التابعين في زمانه، وإمام أهل المدينة علماً وعملاً، كان يقال له: "عالم العلماء، وفقيه الفقهاء". رأى جمعاً من الصحابة، وسمع الحديث من عثمان، وعلي، وزيد بن ثابت، وعائشة، وأم سلمة، وغيرهم. وكان يفتي والصحابة أحياء، وكان ابن عمر يقول: "هو أحد المفتين".
قال سعيد عن نفسه: "إنْ كنتُ لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد". فهو تابعي جليل، طرازٌ فريدٌ من الناس.
تلميذٌ من مدرسة محمّدٍ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.

وقد كان سعيدٌ رحمه الله صوَّاماً في النهار قوّاماً في الليل، حجَّ نحواً من أربعين حجةً، وما فاتته التكبيرة الأولى في مسجد رسول الله منذ أربعين عاماً، ولا عرف أنه نظر إلى قفا رجل في الصلاة لأنه في أول الصف دائماً، وما رأى في كل صلواته في المسجد قفا رجل، وما فاتته تكبيرة إحرام في مسجد سيد الأنام أربعين سنة، وقد كان في وسعه أن يتزوج بمن يشاء من نساء قريش.

فمَن تزوج سعيد بن المسيِّب؟
لقد آثر رحمه الله بنت أبي هريرة على سائر النساء، وكان أبو هريرة فقيرًا، وذلك لملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسَعة روايته لحديثه، وشدّة رغبته في الأخذ عنه. فكان سعيد أكثر من روى عن أبي هريرة.

زواج الأكابر

--------------------------------------------------------------------------------

منقول بتصرف فى العنوان و المضمون من موقع طريق الإسلام.

زواجٌ سعيدٌ
زواج على درهمين!
إن اليسر في الزواج والسعادة مقترنان، والعسر في الزواج والشقاء مقترنان أيضاً!

وهاهي قصة سعيد بن المسيب مع تلميذه أبو وداعة
قصةٌ مثيرةٌ تكاد لا تصدق
حدثت في أواخر القرن الأول الهجري، وهو عصر التابعين.
توضح لنا كيف كان حال الأولين من السلف الصالح رضوان الله عليهم، وكيف فهموا الزواج.
هذه القصة هي محور هذه المقالة، ولها معانٍ وأبعاد كثيرة.
وهذه القصة الرائعة التي حدثت في القرون الخيِّرة من سلف هذه الأمة، أقدمها هدية إلى كل أب يحب ابنته ويسعى لخيرها وإسعادها.

أولاً أسألك أيها القارئ الكريم:
مَن هذا الذي يمتنع على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، ويستكبر عن المثول بين يديه وحضور مجلسه، وقد دانت له الدنيا، وخضعت لهيبته ملوك الروم؟
بل من ذاك الذي خطب أمير المؤمنين ابنته لابنه الوليد، فأبى أن يزوجها منه.
أبى أن يزوجها من الوليد بن عبد الملك ولي عهد المسلمين، وابن أمير المؤمنين الذي بنى الجامع الأموي أيًعقَل هذا؟
نعم إنه التابعي الجليل سعيد بن المسيب.
الذي كانت تحت ولايته بنتاً يبدو أنها في أعلى مستوى من الدين والجمال والحسب، حتى خطبها أمير المؤمنين لولده الوليد.
وهل كان يروم سعيدٌ لابنته زوجاً أسمى من ولي عهد أمير المؤمنين وخليفة المسلمين من بعده؟
إذا كان قد ضَنَّ بابنته على ولي عهد أمير المؤمنين، فهل وجد لها الكفء الذي يليق بها؟ أم أنه حال دونها ودون الزواج كما يفعل بعض الناس، وتركها قعيدة البيت؟
الجواب: لا. فقد تزوجتْ أبو وداعة.
ومن هو أبو وداعة هذا؟
إنه كثير بن المطلب بن أبي وداعة، أبو سعيد القرشي المكي، التلميذ الفقير الأرمل في حلقة العلم عند التابعي الجليل سعيد بن المسيب.

ولندع لجار أبي وداعة البيت بالبيت يروي لنا هذه القصةٌ الطريفة كما رواها له أبو وداعة بنفسه.
قال الرجل: "حدثني أبو وداعة قال: "كنت كما تعلم ألازم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم طلباً للعلم، وكنتُ أداوم على حلقة سعيد بن المسيب، وأزاحم الناس عليها بالمناكب، فتغيَّبتُ عن حلقة الشيخ أياماً، فتفقدني، وظنَّ أن بي مرضاً أو عرض لي عارض".
فسأل عني من حوله فلم يجد عند أحدٍ منهم خبراً، فلما عدتُ إليه بعد أيامٍ حيَّاني، وقال: أين كنت يا أبا وداعة؟
قلت: واللهِ يا سيدي توفيتْ زوجتي فاشتغلتُ بأمرها.
قال: هلا أخبرتنا يا أبا وداعة فنواسيَك، ونشهدَ جنازتها معك، ونعينَك على ما أنت فيه؟
قلت: جزاك الله خيراً، وهممتُ أن أقوم فاسْتَبْقَانِي، وقال لي: اجلس، فجلستُ حتى انصرف جميع مَن في المجلس، ثم قال لي: أما فكّرتَ في استحداث زوجةٍ لك يا أبا وداعة؟
قلت: يرحمك الله، ومَن يزوِّجني ابنتَه، وأنا شابٌ نشأ يتيماً، وعاش فقيراً، فأنا لا أملك غيرَ درهمين أو ثلاثة دراهم.
فقال: أنا أزوِّجك ابنتي.
فانعقدَ لساني وقلت: أنتَ، أتزوِّجني ابنتك بعد أن عرفت من أمري ما عرفت؟
قال: نعم.

أيها الأفاضل هذا هو الإيمان.
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ» [من سنن الترمذي].

قال: نعم. فنحن إذا جاءنا من نرضى دينه وخلقه زوَّجناه، وأنت عندي مرضيُّ الدين والخلق. ثم التفتَ إلى مَن كان قريباً منا، وناداهم، فلما أقبلوا عليه، وصاروا عنده، حمد الله عز وجل، وأثنى عليه، وصلى على نبيه محمد صلوات الله عليه، وعَقَد لي على ابنته، وجعل مهرها درهمين اثنين.
فقمت وأنا لا أدري ما أقول من الدهشة والفرح.
بهذه البساطة تم عقد أبي وداعة على بنت سعيد بن المسيب؟ نعم بهذه البساطة.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُمْنُ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا وَتَيْسِيرُ صَدَاقِهَا» [رواه أحمد].
وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُؤْنَةً» [رواه أحمد].
هذا هو زواجٌ سعيدٌ على طريقة سعيدٍ بن المسيب رحمه الله التي هي هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

ثم يكمل أبا وداعة سرد قصة زواجه العجيبة
ثم قصدت بيتي، وكنت يومئذٍ صائماً، فنسيتُ صومي، وجعلت أقول: ويحك يا أبا وداعة، ما لذي صنعته بنفسك؟ ممّن تستدين، ممّن تطلب المال؟

وهنا أقول لكل شابٍ ولكل ولي أمر: هناك حديث إن قرأته اقشعر جلدك. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ» [رواه الترمذي].

وظللت على حالي تلك حتى أذَّن المغرب، فأدَّيتُ المكتوبة، وجلستُ إلى فطوري، وكانت خبزاً وزيتاً، فما إن تناولتُ منه لقمةً أو لقمتين حتى سمعت الباب يُقرَع، فقلت: من الطارق؟
قال: سعيد.
قال: فوللهِ لقد مرّ بخاطري كلُّ إنسانٍ اسمه سعيد أعرفه إلا سعيدَ بن المسيب. استعرض كلَّ إنسان، لكن لم يخطر في باله إطلاقاً أن يكون الطارق سعيد بن المسيب، ذلك لأنه لم يرَه منذ أربعين سنةً إلا بين بيته والمسجد. فتحتُ البابَ فإذا بي أمام سعيد بن المسيِّب، فظننتُ أنه قد بدا له من أمر زواجي من ابنته شيء أي لعله ندم أو حدثتْ مشكلة ما فقلت له: أبا محمد، هلاّ أرسلتَ إليّ فأتيتك!
قال له: بل أنت أحق أن آتي إليك اليوم.
قلت: تفضل عليّ.
قال: كلا إنما جئت لأمر.
قلت: وما هو يرحمك الله؟
قال: إن ابنتي أصبحت زوجةً لك بشرع الله منذ الغداة، وأنا أعلم أنه ليس معك أحدٌ يؤنس وحشتَك، فكرهتُ أن تبيت أنت في مكانٍ وزوجتك في مكان آخر، فجئتك بها.

سعيد كره أن يبقى زوجُ ابنته ليلةً وحده من دون زوجته، ومَن؟ سعيد بن المسيب؟ ومَن خطبها؟ ابن أمير المؤمنين؟ لمَن زوجها؟ لأحد تلامذته الفقراء.

فقلت: ويحي جئتني بها. لم يكن مستعدًا.
قال: نعم.
فنظرت فإذا هي قائمةٌ بطولها، فالتفتَ إليها، وقال: ادخلي إلى بيت زوجكِ يا بنيَّتي، على اسم الله وبركته، فلما أرادت أن تخطو تعثرت بملاءتها من الحياء حتى كادت تسقط على الأرض، أمّا أنا فقد وقفتُ أمامها مشدوهاً، لا أدري ماذا أقول غير معقول هذا الشيء! ثم إني بادرتُ فسبقتها إلى القصعة التي فيها الخبز والزيت، فنحَّيتُها من ضوء السراج حتى لا تراها خبزة وزيت، لا يوجد غيرها، وهو يتعشى ثم صعدتُ إلى السطح وناديتُ الجيران فأقبلوا عليَّ وقالوا: ما شأنك؟
فقلت: عقَدَ لي سعيدُ بن المسيب على ابنته اليوم في المسجد، وقد جاءني بها الآن على غفلة، فتعالوا آنسوها، حتى أدعوَ أمي فهي بعيدة عن هذه الدار.
فقالت عجوزٌ منهن: ويحَكَ أتدري ما تقول؟ أزوَّجك سعيد بن المسيب ابنته، وحملها لك إلى البيت بنفسه، وهو الذي ضنَّ بها على الوليد بن عبد الملك؟
فقلت: نعم، وها هي ذي عندي في بيتي، فهلموا إليها وانظروا، فتوجّه الجيران إلى البيت، وهم لا يكادون يصدقونني، ورحّبوا بها، وآنسوا وحشتها.

وما هو إلا قليل حتى جاءت أمي، فلما رأتها التفتتْ إليّ، وقالت: وجهي من وجهك حرام إن لم تتركها لي حتى أصلح شأنها، ليس هذا معقولاً، نعتني بها، ونُلبِسها ثم أزُفُّها إليك كما تُزَفُّ كرائمُ النساء.

فقلت: أنتِ وما تريدين.
فضمَّتْها إليها ثلاثة أيام، ثم زفَّتْها إليَّ، فإذا هي من أبهى نساء المدينة جمالاً، وأحفظ الناس لكتاب الله عز وجل، وأرواهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعرف النساء بحقوق الزوج.

حافظةٌ لكتاب الله، حافظةٌ لسنة رسول الله، تعلم حقوق الزوج، وفوق كل هذا فهي جميلة.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» [رواه مسلم].

فمكثتُ معها أياماً لا يزورني أبوها أو أحدٌ من أهلي، ثم إنّي أتيت حلقة الشيخ في المسجد فسلَّمتُ عليه، فردَّ علي السلام ولم يكلمني أي لكيلا يحرجني فلما انفضّ المسجد ولم يبقَ غيري قال: ما حال زوجتك يا أبا وداعة؟ كيف زوجتك؟
قلت: هي على ما يحبُ الصَّديقُ ويكرهُ العدوُّ.
قال: الحمد لله.
فلما عدتُ إلى بيتي وجدته قد وجَّه إلينا مبلغاً وفيراً من المال، لنستعين به على حياتنا.

وحق للقارئ الفاضل أن يقول: عجيبٌ أمرُ هذا الرجل!
وما وجهُ العجب يا أيها الفاضل؟
إنه امرؤٌ جعلَ دنياه مطيةٌ لأخراه، واشترى لنفسه ولأهله الباقية بالفانية، فوالله إنه ما ضنَّ على ابن أمير المؤمنين بابنته، ولا رآه غير كفءٍ لها، وإنما خاف عليها فتنة الدنيا.
ولقد سأله بعض أصحابه فقال: أتردّ خطبة أمير المؤمنين، وتزوِّج ابنتك من رجلٍ من عامة المسلمين؟

اسمعوا جواب سعيد بن المسيب، وهو كلام دقيقٌ جداً.
فقال: إنّ ابنتي أمانةٌ في عنقي، وقد تحرَّيتُ فيما صنعتُه لها صلاح أمرها.
قيل له: وكيف؟ الرجلُ معه درهمان فقط، وطعامه خبزة وزيت، وبيته كوخ، وخطبها ابن الخليفة، هنا أحسن لها!.
فقال: ما ظنكم بها إذا انتقلت إلى قصور بني أمية، وتقلَّبت بين رياشها وأثاثها، وقام الخدم والحشم والجواري بين يديها، وعن يمينها وعن شمالها، ثم وجدتْ نفسها بعد ذلك زوجة الخليفة بعد ما يتولى الحكم أين يصبح دينها عندئذٍ؟



لنتعرّف أكثر على والد العروس سعيد بن المسيب.
إنه أبو محمد القرشي المخزومي، سيد التابعين في زمانه، وإمام أهل المدينة علماً وعملاً، كان يقال له: "عالم العلماء، وفقيه الفقهاء". رأى جمعاً من الصحابة، وسمع الحديث من عثمان، وعلي، وزيد بن ثابت، وعائشة، وأم سلمة، وغيرهم. وكان يفتي والصحابة أحياء، وكان ابن عمر يقول: "هو أحد المفتين".
قال سعيد عن نفسه: "إنْ كنتُ لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد". فهو تابعي جليل، طرازٌ فريدٌ من الناس.
تلميذٌ من مدرسة محمّدٍ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.

وقد كان سعيدٌ رحمه الله صوَّاماً في النهار قوّاماً في الليل، حجَّ نحواً من أربعين حجةً، وما فاتته التكبيرة الأولى في مسجد رسول الله منذ أربعين عاماً، ولا عرف أنه نظر إلى قفا رجل في الصلاة لأنه في أول الصف دائماً، وما رأى في كل صلواته في المسجد قفا رجل، وما فاتته تكبيرة إحرام في مسجد سيد الأنام أربعين سنة، وقد كان في وسعه أن يتزوج بمن يشاء من نساء قريش.

فمَن تزوج سعيد بن المسيِّب؟
لقد آثر رحمه الله بنت أبي هريرة على سائر النساء، وكان أبو هريرة فقيرًا، وذلك لملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسَعة روايته لحديثه، وشدّة رغبته في الأخذ عنه. فكان سعيد أكثر من روى عن أبي هريرة.

















عرض البوم صور صفاء   رد مع اقتباس
قديم 18-06-08, 10:19 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صفاء

 

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 1161
المشاركات: 1,404 [+]
بمعدل : 0.21 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 361
نقاط التقييم: 10
صفاء is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
صفاء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : صفاء المنتدى : منتدى القصص والروايات
افتراضي رد: قصة زواج ابنة سعيد بن المسيب

نقلتها لكم بروايات المنتفعين والمعجبين بها والكاتبين لها

ثلاث فقط أختاروا التي تعجبكم واطلعوا عليها

تقديري















عرض البوم صور صفاء   رد مع اقتباس
قديم 19-06-08, 01:59 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عميد الشبكة و عضو مجلس الادارة
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو هيثم

 

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 770
المشاركات: 7,936 [+]
بمعدل : 1.19 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1018
نقاط التقييم: 20
ابو هيثم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو هيثم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : صفاء المنتدى : منتدى القصص والروايات
افتراضي رد: قصة زواج ابنة سعيد بن المسيب

الله يعطيكى العافيه اختى صفا على طرح هذه القصة وهولاء الصحابة رضوان الله عليهم كيف يحرصوا على ستر عارهم ولا همهم با الدنيا الا بزوج صالح ونفس الوقت يا اختى انظرى لتكا فل الاجتماعى بينهم

الله يجزاكى خير اختنا
وتقبلى تحياى















عرض البوم صور ابو هيثم   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL