استشهاد الحسين بن علي - رضي الله عنهما -
تـــــــــــــــابع إستشهـــاد الحسين عليه الصلاة والسلام
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ُُ أما بعد :-
بمناسبة حلول ذكرى عاشوراء أحببت أن أتطرق لحدث جلل حدث في العاشر من محرم سنة 61 هـ ألا وهو استشهاد الحسين بن علي - رضي الله عنهما - ولكن قبل الحديث عن ذلك دعونا نتكلم عن الحين بشكل تعريفي مختصر.
نــــــــــــســـــــــــــــــــبــــــــــــــــ ــــــه :-
هو الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي. وامه هي فاطمة بنت محمد(صلى الله عليه وسلم) بن عبدالله.
ولادتــــــــــــــــــــه ونشــــــــــــــــــأتـــه :-
ولد في 5 من شعبان سنة 4 هــ وقدسماه جده الرسول صلى الله عليه وسلم.وأدرك ست سنوات و سبعة أشهر و سبعة أيام من عصر النبوة وقد كان من أحب الناس إلى فلب النبي صلى الله عليه وسلم جاء في الحديث "إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا". شارك في الجهاد والفتوحات الإسلامية بعد النبي حيث كان الحسين في طليعة الجيش الذي سار لفتح طبرستان بقيادة سعد بن أبي وقاص و قاتل في موقعة الجمل و موقعة صفين و قاتل الخوارج و تنقل مع جيوش المسلمين لفتح افريقيا و غزو جرجان و القسطنطينية .
اســـــتــــــــــشـــــــــــــــهـــــــــــــاد ه :-
عندما فاجأ الخليفة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - بترشيح ابنه يزيد للخلافة وقد بدا بأخخذ البيعه له في حياته لم يعارضه إلا أهل الحجاز وتركزت المعارضة في الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير فعندما توفي معاوية بن أبي سفيان سنة 60 هـ، وخلفه ابنه يزيد فبعث إلى واليه بالمدينة لأخذ البيعة من الحسين الذي رفض أن يبايع "يزيد" كما رفض- من قبل- تعيينه وليًا للعهد في خلافة أبيه معاوية، وغادر من المدينة إلى مكة لحج بيت الله الحرام، فأرسل إليه يزيد بأنّه سيقتله إن لم يبايع حتى ولو كان متعلّقا بأستار الكعبة. فاضطر الحسين لقطع حجّته وتحويلها إلى عمرة فقط وخرج ومعه أهل بيته وأكثر إخوته وأطفاله من مكة قاصدا الكوفة بعدما أرسل له الآلاف من أهلها الرسائل بأن أقدم فليس لنا وال عادل وإنا بحاجة إلى إمام نأتم به.
تجمع أهل الكوفة في بيت زعيمهم سليمان بن الصرد واتفقوا على أن يحثوه على القدوم ببعث الرسائل حتى بلغت 12 ألف رسالة. هنا اعتزم الإمام الحسين رضي الله عنه أن يخرج إلى الكوفة بعد أن مكث في مكة المكرمة أربعة اشهر. واستشار الإمام الحسين رضي الله عنه أصحابه فحاولوا أن يثنوه عن عزمه وقال له ابن الزبير :"لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الأمر –يعني الخلافة- هنا لما خالفناك و إنما ساعدناك و بايعناك و نصحناك" . فاجاب الحسين قائلاً : (إن أبى حدثني أن لها –أي مكة المكرمة- كبشاً تستحل به حرمتها فما أحب أن أكون هذا الكبش) قاصدا بذلك تهديد يزيد له بالقتل في مكة. و قبل أن يخرج رضي الله عنه إلى الكوفة أرسل ابن عمه مسلم ابن عقيل ليمهد له و يتحاور مع أهل الكوفة و يرى إن كانوا جادين في نصرته رضي الله عنه فأرسل إليه ابن عقيل يدعوه إلى المجيء إلى الكوفة فصمم الإمام على المسير إلى الكوفة.ولما علم "يزيد بن معاوية" بما يحدث في الكوفة، عزل واليها "النعمان بن بشير" لتساهله مع مسلم وتغاضيه عما يفعله، وولّى مكانه "عبيد الله بن زياد" فحضر على الفور، واتبع مع أهل الكوفة سياسة الشدة والترهيب، واشترى ولاء بعضهم ببذل الأموال، فانفضت الآلاف من حول مسلم وتركوه يلقى مصرعه وحده، بعد أن قبض عليه "ابن زياد" وقطع رأسه وألقى به من أعلى قصر الإمارة،ثم جرّوه عمّال القصر في الأسواق امام الناس ثم صلبه؛ فكان أول قتيل صُلبت جثته من بني هاشم.
خرج الحسين من مكة إلى الكوفة في 8 من ذي الحجة 60 هـ، وعندما بلغ "القادسية" علم بمقتل مسلم وتخاذل الكوفيين عن حمايته ونصرته، فتألم لذلك وبكى بكاء شديد, وواصل السير حتى بلغ كربلاء على مقربة من الكوفة في (2 من المحرم) ووجد جيشًا كبيرًا في انتظاره يقوده "عمر بن سعد بن أبي وقاص" و في حين كان مع الحسين نحو نيّفا وسبعين رجلا, بعدما تفرق عنه الناس، ولم يبق معه إلا أهل بيته وقليل ممن تبعوه في الطريق، وعسكرت القوتان غير المتكافئتين في هذا المكان.وعندما نزل بأرض كربلاء في الثاني من المحرّم سنة 61ه وتوافدت رايات ابن زياد لحصار الحسين وأهل بيته حتى تكاملوا ثلاثين ألفاً بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص. وفي اليوم الثامن من المحرّم أحاطوا بالحسين وأهل بيته ومنعوهم من الماء على شدّة الحر ثلاثة أيام بلياليها رغم وجود النساء والأطفال والرضع معه في ليلة العاشر من المحرَّم اشتغل الحسين وصحبه بالصلاة والدعاء والمناجاة، والتهيؤ للقاء العدو.
ثم وقف الحسين بطرفه الثابت، وقلبه المطمئن، رغم كثافة العدو، وكثرة عدده وعدَّته... فلم تنل تلك الجموع من عزيمته، ولم يؤثر ذلك الموقف على قراره وإرادته، بل كان كالطود الأشم، لم يفزع إلى غير الله.. لذلك رفع يديه للدعاء والمناجاة وقال: "اللهم أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدَّة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدَّة، كم من همٍ يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو أنزلته بك، وشكوته إليك، رغبة مني إليك عمَّن سواك، ففرّجته وكشفته، فأنت وليّ كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة...".و بعد أن رأى تخاذل أهل الكوفة وتخليهم عنه كما تخلوا من قبل عن مناصرة مسلم، وبلغ تخاذلهم أنهم أنكروا الكتب التي بعثوا بها إلى الحسين حين ذكرهم بها، فعرض عليه عمر بن سعد ثلاثة حلول: إما أن يرجع إلى المكان الذي أقبل منه، وإما أن يذهب إلى ثغر من ثغور الإسلام للجهاد فيه، وإما أن يأتي يزيد بن معاوية في دمشق فيضع يده في يده. وقبل أن تبدأ المعركة لجأ جيش ابن زياد إلى منع الماء عن الحسين وصحبه، فلبثوا أيامًا يعانون العطش، يستهدفون من ذلك إكراه الحسين على التسليم، ثم بدأ القتال بين قوتين غير متكافئين في العاشر من المحرم، فكان مع الحسين اثنان وثلاثون فارسًا وأربعون راجلاً، في حين يبلغ جيش أعدائه أكثر من أربعة آلاف،ومع هذا التفاوت فقد أظهر الحسين ومن معه ضروبًا عجيبة من الشجاعة والإقدام، وتساقطوا واحدًا بعد الآخر وهم ملتفون حول الحسين،ولم يبق إلا هو، يقاتل تلك الجموع المطبقة عليهم، حتى أثخنوه بالجراح؛ فسقط- رضي الله عنه- قتيلاً، ثم قطعوا رأسه الشريف وأرسلوا به إلى يزيد بن معاوية، ولم ينج من القتل إلا "علي زين العابدين ابن الحسين"، فحفظ نسل أبيه من بعده. وكانت نتيجة المعركة واستشهاد الحسين على هذا النحو في اليوم العاشر من المحرم سنة 61 هــــــــــ