البطل مشهور حديثة، هو الرمز الذي يمثل شجاعة الجندي الأردني في أبهى صورها وكذلك نظافته ووطنيته التي لا يشكك فيها، ففي فترات بيع الولاء تمسك مشهور حديثة بوطنيته ولم يعتل ظهر دبابة ليقوم بانقلاب عسكري ومن ثم يعكس مساره ويصبح قمعيا من أجل التكفير عن خطأه ويزاود على الشرفاء بالوطنية، ولم يكسب من الجيش القصور ولا الأموال ولا البذخ بل كسب الشهامة والبطولة والنصر، وهو كل ما يحلم به قائد عسكري.
في أصعب أيام الأردن في عام 1970 كان مشهور حديثة يحاول منع اشتعال النيران، وكانت صداقته مع الفدائيين ومصداقيته وسيلة لمحاولة منع الفتنة ولكن النوايا السيئة كانت أكبر من محاولاته، وعندما بات الخيار حاسما اختار الدولة الأردنية ولكنه لم يفقد قوميته وبقي في طليعة من يدافع عن فلسطين الأرض والرمز.
كم نحس بالخسارة عندما يرحل الأبطال، وكم نحس بغياب مثل هذه الرموز الوطنية النظيفة التي بنت الأردن دون أن تنتظر مكافأة مالية أو منصبا هاما وبدون أن تتلقى ثمن الولاء، نفتقده في زمن بات فيه الصغار يتشدقون بالوطنية والشجاعة. تفتقد مشهور حديثة في زمن بات فيه "الأردني" يعاني من مشكلة هوية ويخضع لتقلبات المزاج السياسي ولكنه في النهاية يعود ليكون مثل مشهور حديثة: الرجل الشهم الذي يكون في طليعة المدافعين عن قيم الوطنية وأخلاقيات الأردني المعروفة.