في مسرحية «حرم معالي الوزير» الكويتية الشهيرة يخسر الوزير منصبه بسبب سوء تصرفات واستغلال أفراد أسرته لاسمه وخاصة أخا زوجته من الرضاعة الذي خرج فجأة من العدم مع إعلان التشكيلة الوزارية ليحول علاقة الرضاع بأخته حرم معالي الوزير إلى رضاعة لا فطام لها مع الاستغلال والتكسب غير المشروع تحت مظلة معاليه!!
«خالد النفيسي» أخو الرضاعة في تلك المسرحية لم يكن يسرق ثروات وطنه الطبيعية أو يستولي على مخططات سكنية أو يجعل نفسه نقطة عبور لكل عقد عابر أو محطة هبوط لكل عمولة طائرة أو يهرب آثارا أو يجمع مساهمات أو يبلط بحرا.. لا بل كان يتاجر بالتأشيرات ويسهل إصدار التراخيص ويمارس التستر التجاري.. ورغم ذلك طير صاحبه من الوزارة!!
أما إخوان وبنو عمومة ورفقة سوء مسؤولي الواقع فهم على مسرح الحياة الواقعية وحوش لا تفوت فرصة اقتناص أي طير في السماء أو طريدة على الأرض أو سمكة تحت الماء، و لو وجدوا فائدة في تنقيب الأرض لاصطياد دودة لما تأخروا!!
كم هو محرج أن يجد المسؤول نفسه في دائرة الخجل بسبب سوء استغلال المحيطين به من قرابته أو صحابته لاسمه أو نفوذه ليحلقوا بأجنحته في سماء النهب والتهريب والاحتيال والجشع وتكوين الثروات المشبوهة، أما عندما يكون الأمر تحت السمع والبصر ويحظى بعين الرضا، فإنه لا يهم أين يكون المسؤول داخل الدائرة الخجلة أم خارجها فهم في دائرة الفساد سواء!!
بقلم خالد حمد السليمان
جريدة عكاظ
حرم معالي الوزير
العرض المتطور
