هوى الكفُ الناعم صفعةً..
على خد غضٍ ،يائسٍ..
فعانقَ عود كبريتِ الضيمِ..
كبرياءَ "عزيزٍ" ..
فتفجر بركان المُكابر،الراكدِ.
فالتهمتْ النيرانُ الجسدَ المتهالك..
ليصير عودَ كبريتٍ..
بلسانه يؤججُ غضبَ المدى..
ويزيد لهيبه إلهاما..والتهابا..
يلتهمُ تونس الخضراء التهاما..
هوى الكفُ الناعم..
صفعةً على خدِ غضٍ يائسٍ..
فتفتحتْ أجفانُ ساكن قصرَ قرطاجٍ..
وقد طاب له في بئر المظالمِ النعاسُ..
فرَّكَ عينيه..مُخدرَ الإحساسِ..
تفوه بسُكرِ طغيانه الثملِ..
-وما درى أن العدلَ عن كل لفظٍ سائلُه -:
"..فليذهب إلى الجحيم..ذاك الفتى التعيسُ البائسِ.."
فتعالت صرخاتٌ بالأرجاء..
طالما أسكتتها أقبية الجلادِ...
ملأت المدى..وتمددتْ بأفق البلاد..
ترنح عرشُ راعي الفسادِ..
فتلعثمَ إذْ أفاقَ من هول سخط العبادِ:
"..فهمتُ رسالتكم...فهمتُ سِرَ جُؤاركم..
وقد ضلَلني عن حقوقكم ِشلةُ أشباهِ الرجال..
وقد أحاطت بي،كما بالمعصمِ الأساورُ..
إذ قالت لي: ما نُريكَ يا زيننا إلا سبيل الرشاد.."
وتعالى هديرُ موج السخط ..
فطارَ الشريدُ الطريدُ..
كطيرٍ مهيض الجناح حلقَ عاليا..
بقي عالقا..
لا أيكٌ عليه يحنُ..
ولا عُشٌ دعا لِيأويه...
اخوكم في الله "يوسف ابن ميمون"