مما أعجبني من قراءاتي ..
الإنسان حين يغضب يكون غضبه معبراً عن درجة تحضره .. عن تماسك شخصيته .. عن إيمانه .. فالمؤمن إذا غضب يكون غضبه محكوماً وليس هائجاً .. والاعتبارات التي تحكم غضبه هي أن لا يفقد وقاره واتزانه .. فالشخص الهائج يفقد وقاره وهيبته .. ثم هو محكوم بتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ..
كما وجهنا ربنا أن نغفر إذا ما تعرضنا لموقف يدعو للغضب فيقول سبحانه وتعالى " والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون " ..فيمتدحهم الله حين يغفرون ويسامحون من أساء إليهم أو أتى بتصرف استدعى غضبهم ويذهب رب العزة إلى أبعد من ذلك فيعد من يصبر ويغفر بأنه ستغفر له ذنوبه جزاء صبره وحلمه حين قال تعالى " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم " ..
والمواقف التي تصادفنا في الحياة وتستدعي الغضب كثيرة لا حصر لها .. وإذا ما تركنا لأنفسنا ان نعبر عن الغضب في كل موقف فسوف نؤذي صحتنا فالإنفعال الذي يصاحب الغضب قد يؤدي إلى سكتة قلبية أو سكتة دماغية وقد حدث هذا وسمعنا عنه مرات عديدة .. ثم غن الهياج الذي يصاحب الغضب قد يقطع الصلات التي كانت حميمة ..
إن السيطرة على مشاعر الغضب تقي من شرور كثيرة وتحافظ على العلاقات بين الناس وتصون صحة الإنسان .. كما انها مظهر من مظاهر التحضر والرقي علاوة على مغفرة الله لذنوبناإن نحن كظمنا غيظنا وعفونا عمن أساء إلينا أو استفزنا ..
وكظم الغيظليس علامة ضعف كما يتصور بعض السذج ومن لا حكمة لديهم بل هو علامة قوة وتميز وهو يسمح بعودة المياه إلى مجاريها .. فهلا كظمنا غيظنا وآثرنا أن نحتفظ بأعصابنا هادئة وبعلاقاتنا مع الناس سليمة ؟ ...
انتهى ...
وانا بدوري أسترشد بقول الشاعر :
إذا شئت يوماً ان تسود قبيلة ... فبالحلم سُد لا بالسفاهة والشتم
لا تغضــــب ...
العرض المتطور
