تعددت أنواع درجات الدكتوراه واشتهرت بثلاث، الدكتوراه في الفلسفة وهي درجة بحث تولي الجانب النظري اهتماما كبيرا، والدكتوراه المهنية وهي درجة بحث ولكن تركز على الجوانب التطبيقية، ودرجة الدكتوراه الفخرية التي تعطيها الجامعة لشخصية اعتبارية تقديرا لإسهاماته وإنجازاته العامة في مجال ما.
وأعتقد أننا نجحنا في إضافة صنف رابع هو الدكتوراه «الوجاهية».
ففي مجتمع تعد الألقاب والمقاعد عناصر طاغية في صراع المكانة والنفوذ، حظي هذا اللقب بمكانة «فنتازية» لأنه شكل جسرا بين عالمين، العالم التقليدي القائم على الرتب التقليدية في الجماعة والقبيلة والحارة، وبين عالم جديد بمفرداته الحداثية اللامعة.
ولعل الانبهار الاجتماعي بهذه المراتب العلمية قد سوغ مثل هذا الاهتمام بالشهادات العلمية بشكل لم يسبق له مثيل في أي مجتمع آخر.
وأعتقد بأن المجتمع السعودي ساهم في الإساءة إلى هذه الألقاب العلمية التي كانت تقوم على الجدارة والحيادية، بعد أن حاول توظيفها في لعبة الوجاهة الاجتماعية التي تقوم قواعدها ومفرداتها على الشكليات بالدرجة الأولى.
وفي الوقت الذي لا يجد خريجو هذه الشهادات مكانا وظيفيا مناسبا خارج نطاق الأكاديميات ومراكز البحوث في الولايات المتحدة مثلا، نجد النقيض في المملكة، فبحكم ما ترسب في العقل الباطن، تكاد تقتصر المناصب والعضويات واللجان على مثل هذه الألقاب التي تضفي مهابة علمية واجتماعية على هذه الكراسي -بصرف النظر عن المضمون- في الوقت الذي تبقى شروط الاختيار في المجتمعات الأخرى قائمة على الكفاءة والمنجز بالدرجة الأولى.
عيسى الحليان
عكاظ
-- درجة الدكتوراه --
العرض المتطور
