ربما لا يحضر الوطن في بعض الخطابات الدينية السعودية. وبخاصة تلك المرتبطة بالتيارات الصحوية والإخوانية. كتبت مرارا عن القنوت للجيش السعودي حين حارب الحوثيين، وعن أن الخطيب المتحمس الذي يخطب في الأحياء المدنية عن الجهاد عليه أن يلقيها في الثكنات العسكرية التابعة للجيش السعودي أو القواعد العسكرية، لأنهم يمارسون الجهاد الفعلي وفقا للأنظمة وإذن ولي الأمر وبهدف أساسي هو حماية جناب الوطن من الاختراق والتخريب. كانت هذه الأفكار غير معتادة ومتداولة في الأوساط السعودية، وحين كتبتها ثار البعض، غير أن هناك عالما وفقيها تحدث عن أن حماية الوطن جهاد في سبيل الله وهو عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق.
نقلت بعض الصحف عن الشيخ أن دفاع المرء عن بلده وعرضه ودينه جهاد مقدس، محذرا من الفتن التي تؤدي إلى الاقتتال بين أبناء الأمة، ومشددا على أن درء الفتن أولى من علاجها بعد وقوعها، لأنها إذا وقعت أثخنت وإذا أثخنت جرحت الأنفس مبينا أن الواقع الحالي مختلط ومتشابهة فيه كثير من القضايا الأمر الذي يحتاج فيه الجميع إلى التدقيق!.
بالفعل الدفاع الذي قام به الجيش السعودي بكل فروعه من حرس وطني أو جنود الداخلية كلها ممارسات جهادية نبيلة ومقدسة، البعض للأسف يجعل كل ما هو خارج وطنه مقدسا، جعلوا الدفاع عن أوطانٍ أخرى مثل الشيشان أفغانستان... إلخ من الجهاد، لكنهم يندهشون حين تتحدث عن الذي يقوم به رجال الأمن من حرب ضد الإرهاب والتخريب والتآمر، وإذا وصفته بالجهاد صرخوا من الغضب!.
شكر الله للشيخ المطلق هذا الرأي السديد الذي يعبر عن الوطنية المخلصة وعن حكمة الفقيه في ساعات الفتن.
تركي الدخيل
عكاظ